على سبيل المثال، من المفترض أن القيم الدينية والأخلاقية تُهذِّب صاحبها وترتقي به. ولكن، البعض قد تأخذه الحماقة أثناء الدفاع عن تلك القيم مما يوقعه في مُنكر لفظي أو عملي يؤخذ عليه. فالدِّين المُعاملة والرسول -عليه الصلاة والسلام- أعطانا دروساً في كيفية النُصح لنرتقي من خلالها في فنون التعامل. والإنسان قبل أن يُبادر بالمُناصحة عليه أن يبدأ بنفسه أولاً ويراقب ردود فعله ليُصححها إن كانت تحتاج إلى ذلك. وإن استطاع تهذيب عقله وقلبه ولسانه فإن نسبة تقبل النصيحة منه سوف ترتفع، والعكس صحيح.
وبين الطفولة والمراهقة فإن نسبة الوقوع في الخطأ واردة بشكل كبير، والواجب من الآباء هو النُصح بأسلوب الترغيب ليتم قبول النصيحة حتى لو لم يتم العمل بها. فالأسلوب المُهذب والكلمات اللطيفة تلامس عاطفة المراهق والطفل مما يزيد من نسبة الاحترام للناصح والأخذ بالنصيحة حتى وإن طالت الْمُدَّة. فالأثر الطيب الذي تتركه النصيحة على القلوب يشترط وجود أسلوب أخلاقي ليزيد من نسبة تقبل النُصح بشكل عام.
وأخيراً، وفِي التربية إن الأوامر التربوية بين الآباء وأبنائهم تحتاج إلى المسارعة بإسداء النصيحة وشرح الغرض منها. ففضول الأطفال أحياناً يدفعهم إلى محاولة معرفة الأهداف أو الغايات من الأوامر التربوية ليتم تنفيذها. لذلك، علينا أن نعي أهمية النصيحة واقترانها بالأوامر التي نمليها على أطفالنا. فالأسلوب الحسن له دور كبير في العمل بالتوصيات وتنفيذ الأوامر بروح مطيعة ومقتنعة.
FofKEDL@