ويوم الإثنين الماضي، تم تداول العملة عند حوالي 6.85 مقابل الدولار في كل من السوق الداخلية الخاضعة للسيطرة المشددة، والأسواق الخارجية الأكثر حرية في هونغ كونغ وأماكن أخرى، بناءً على المكاسب المسجلة في جلسة التداول السابقة.
وقال منصور محيي الدين، كبير الاقتصاديين في بنك سنغافورة: «إن الأداء المتفوق الواضح للاقتصاد الصيني مقابل الاقتصادات المتقدمة يصب في صالح اليوان».
وأظهرت استطلاعات الرأي التي صدرت يوم الإثنين أن نشاط الأعمال الصيني استمر في التوسع للشهر السادس على التوالي في أغسطس.
وقال محيي الدين إن آفاق العلاقة الأكثر هدوءًا بين الولايات المتحدة والصين تعمل أيضًا على تعزيز اليوان، مضيفًا: «يبدو أن الأسواق تفضل تغييرًا محتملًا في رئاسة الولايات المتحدة، وتنظر بعين الاعتبار في التوترات الحالية بين البلدين».
وأكد كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين الأسبوع قبل الماضي التزامهم بالمرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين البلدين.
وقال سمير جويل Sameer Goel، كبير المحللين الإستراتيجيين لمنطقة آسيا في دويتشه بنك: «في أغسطس، أصبح السوق أكثر ارتياحًا لفكرة أنه لا يوجد لدى الجانب الأمريكي أو الصيني ميول أو رغبة في التراجع عن صفقة التجارة بين البلدين».
وقال جويل إن اليوان الآن في منتصف نطاق تداوله لمدة عامين مقابل سلة من العملات. مضيفًا إن هذا يعني أن صانعي السياسة الصينيين كانوا على الأرجح أكثر اطمئنانًا للسماح للعملة بالانضمام إلى ارتفاع أوسع مقابل الدولار، خاصة مع تقليل مخاطر انهيار صفقة التجارة بين البلدين.
ويوم الجمعة قبل الماضي، أغلق اليوان خارج البلاد عند مستوى أقل من 6.86 مقابل الدولار للمرة الأولى منذ مايو 2019، وفقًا لبيانات شركة توليت بريبون Tullett Prebon. وحتى بعد ظهر يوم الإثنين الماضي في هونغ كونغ، ارتفع اليوان المحلي بشكل أكبر قليلًا إلى حوالي 6.849 مقابل الدولار، بينما بلغ اليوان خارج البلاد ليصل إلى 6.848 دولار.
وهناك أسباب أخرى عززت من قوة اليوان أيضًا، ومنها الفجوة الآخذة في الاتساع بين أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والمعدلات الأعلى المتوافرة في الصين، حيث يسعى المستثمرون إلى الأصول ذات العوائد المرتفعة، كما سجلت المشتريات الأجنبية للسندات الصينية رقمًا قياسيًا في الربع الثاني.
وقال تشي لو، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في مؤسسة بي إن بي باريبا أسست مانجمنت BNP Paribas Asset Management، إن التحوّل الذي شهده مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يخص سياسة تحديد أسعار الفائدة يشير إلى أن البنك المركزي الأمريكي لديه تسامح مع سياسة التساهل النقدي، وهو ما يؤدي بدوره إلى ضعف الدولار.
لكنه قال إن الصين لديها حاجة أقل بكثير لتقديم أسعار فائدة أقل. وقال لو أن ذلك سيدعم اليوان، وكذلك فإن احتمالات التعافي في النمو الاقتصادي السنوي، والتي قد تتراوح بين 6 إلى 6.5٪ في عام 2021 تعزز موقف اليوان كذلك.
وفي الإطار ذاته، قالت إيريس بانغ Iris Pang، كبيرة الاقتصاديين في منطقة الصين الكبرى في آي إن جي بانك إن في ING Bank NV في هونغ كونغ، إن تقلبات الدولار في الأسابيع الأخيرة ساعدت على زيادة قوة اليوان.
وأوضحت أن تحرك الصين يوم الجمعة الماضي لتقييد الصادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ردًا على ضغوط الولايات المتحدة على شركات التكنولوجيا الصينية، أدى إلى مزيد من المكاسب في العملة يوم الإثنين اللاحق له.
وقالت بانغ: «هذا يدل على أن الصين لديها مجال للرد على الولايات المتحدة، وأن هناك بعض المرونة في الاقتصاد لتخفيف هذا الضغط».