وفي هذا السياق تتعالى الأصوات مطالبة بتحقيق دولي أو تحقيق شفاف، وقال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، عبر «تويتر»: «في فاجعة مرفأ بيروت همّ حزب الله واحد، أسباب الكارثة تتمثل بالإهمال وسوء الإدارة وفساد ضباط وغيرهم»، وأضاف سعيد: «لا نستبعد، إنما رفضه لجنة تحقيق دوليّة يزيدنا قناعة»، معلنا أن «سبب انفجار مرفأ بيروت وتدمير الأحياء السكنية هو نتيجة تخزين أسلحة تابعة لحزب الله».
وقال سعيد: شهرٌ على فاجعة المرفأ، لا نتائج لتحقيق مقنع، لا مبادرة أخلاقية لأي مسؤول (خارج استقالة بعض النواب)، لا نظام مقنع لمساعدة الناس المنكوبة، لا تغيير سياسي بحجم الكارثة، المحاسبة قادمة لا محالة.
وأضاف سعيد: بعد أن تكفّل الرئيس الفرنسي بـ «ضبط» حزب الله وبدأ انسحابه حتى من سوريا، استدعى الحزب حركة حماس إلى بيروت كـ «بدل عن ضائع»؟. وطالب قائلا: أوقفوا الخزعبلات، إنها تعرّض لبنان للهلاك، نرفض سياستكم المجنونة.
وختم في سلسلة تغريدات: لماذا استقبال وفد الفصائل الفلسطينية في صالون الشرف في المطار؟، هل يعني قبول الرئيس ميشال عون بما تقوم به حماس في لبنان؟.
تجهيل الفاعل
وغرد رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض، عبر حسابه في «تويتر»: «يوم لم يعاقب من تسبب بالعتمة إزاء فشله في إدارة قطاع الطاقة والكهرباء.. ويوم لم يعاقب من أهمل واجبه بتأمين حلول لأزمة النفايات.. ويوم لم يعاقب من لا يزال يحمل السلاح بوجه اللبنانيين، باتت الجريمة معممة بدون رادع، وهذا ما نخشاه إزاء جريمة انفجار مرفأ بيروت، تجهيل للفاعل وتمييع للحقيقة».
وقالت الوزيرة السابقة مي شدياق عبر «تويتر»: «شوهوا البلد، أفسدوا مؤسساته، دمروا عاصمته، قتلوا أهله وهجروا شبابه! لكننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، مصممون على استعادة وطننا الشهيد على مذبح الأنانيات، نصر على البقاء ولن نتخلى عن تضحيات الشهداء! مستمرون، وبالمقاومة اللبنانية متشبثون، ورغم كل الصعوبات على إيماننا ثابتون».
حكومة طوارئ
وواصل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الإعلان عن مواقفه المعترضة على «حزب الله» والسلطة اللبنانية بشكل عام، مشددا على «وجوب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية». وقال خلال ترؤسه قداس الأحد: «يستطيع الرئيس المكلف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطية الحقة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجا توافق أهل السلطة فيه على المحاصصة والزبائنية والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد».
وتوجه الراعي إلى الرئيس المكلف قائلا: «ألف حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهّلة، قويّة، توحي بالجديَّة والكفاءة والأمل، تثِقُ بنفسها، وبها يثق الشعب، ولا تسأل ضمانة أخرى. فلا ضمانةَ تعلو على ضمانة الشعب. ونحن معه. فالزَّمنُ المصيري يستلزم حكومة من الشعب وللشَّعب، وليس من السياسيين وللسياسيين. الزمن المصيري يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصةَ فيها لمنافع، ولا هيمنةَ فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطل عملَها وقراراتِها. الزمن المصيري يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي، وتطلق ورشة الإصلاح الفعلية، وتحيد لبنانَ عن الصراعات وتحيِّد اللبنانيين عنها. تعيد للناس ودائعهم المصرِفيَّة، تُنقذ العملة الوطنية، تستقطب المساعدات الدولية، تعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقِف هجرة العائلات والجيل الصاعد، تسرع في ترميم المنازل ليبيت الناس فيها قبل الشِّتاء إن لم تكن الحكومة بهذه المواصفات ستموت في مهدها».