فترة الحجر الماضية التي مررنا بها بالرغم من قساوتها وصعوبتها من الناحية النفسية والاجتماعية إلا انها أعطتنا تجارب مهمة يصعب تحقيقها في الأوضاع العادية ومنها: التقليل من الكماليات التي اعتقدنا في فترة من الفترات أنها من الضروريات التي لا نستطيع الاستغناء عنها بحكم تعودنا عليها منذ الصغر، ولكن خلال فترة الحجر اضطررنا إلى التخلي عنها.. وماذا حدث؟ لم يحدث شيء، بالعكس استطعنا التوفير من ميزانياتنا وتحويلها إلى أشياء مفيدة أكثر، وأن ما ترسخ في أذهاننا من أهمية الكماليات إنما هو بسبب ترسيخ التجار لهذا المفهوم لترتفع أرباحهم على حسابنا، وتأكد لنا أيضاً أن الكماليات اسم على مسمى مجرد شيء تكميلي لا ينفع ويضر في نفس الوقت بسبب إرهاقه لجيوب أرباب الأسر.
من الأشياء الجميلة وقت الحجر هو الابتعاد عن المطاعم بشكل كبير لكافة أفراد المجتمع ما قلل -ولله الحمد- من المراجعات للمستشفيات بشكل ملحوظ. وأتحدث عن تجربة شخصية خلال هذا الوقت حيث اضطر الجميع إلى الأكل في المنازل بدون استثناء ـ ما يعني التركيز على الأكل الصحي ـ والابتعاد عن أكل المطاعم الملوث وغير الصحي، لاحظت تغيراً على جسمي ونقصا في الوزن نتيجة الزيادة مجهولة المصدر بسبب أكل المطاعم وشبه انعدام العديد من الآلام في البطن والمعدة وغيرها بفضل الله، ولكن ماذا حدث بعد زوال الحظر ـ رجعنا لعاداتنا القديمة ـ ورجعت الآلام المصحوبة بزيادة في الوزن رغم أن كمية الأكل نفسها لم تتغير مما يؤكد أن المطاعم تضع ضمن مكوناتها مواد تدمر الجسم مع مرور الوقت.
تجربة الحجر شرحت لنا بشكل عملي خطورة الأكل الخارجي.. لم نكن نعي فداحة هذا الأمر ولكن مع التطبيق اتضحت الصورة.. فهل نصحح الخطأ، أتمنى ذلك، بالتأكيد لا أطلب الابتعاد عن المطاعم بشكل تام ولكن على الأقل التقليل منها قدر المستطاع حفاظاً على صحتنا.
يوجد بعض المواقع تقدم أكلاً صحياً ونظيفاً.. يمكن زيارتها بهدف تغيير الجو والابتعاد عن روتين المنزل بشرط اختيار المكان المناسب.
عادات جميلة غرسها الحجر المنزلي مع التطبيق العملي في أذهاننا.. نحتاج لقوة إرادة للسير على هذا المنوال، ومن تعرض لمشاكل صحية بسبب المطاعم فلا يلومن إلا نفسه.
almarshad_1@