وأردف: ما زاد الطين بلة هو الآثار المدمرة لفيروس كورونا، بعد زعزعة الاستقرار بالفعل بسبب الإعسار المالي (تخلف لبنان عن سداد القروض الدولية لأول مرة في تاريخه في مايو)، واندلاع حركة احتجاجية على مستوى البلاد بدأت في أكتوبر من العام الماضي، لم تكن الحكومة في وضع يمكّنها من التعامل بفعالية مع آثار جائحة.
وأضاف: يجد لبنان نفسه في الوقت الحالي في أسوأ اضطرابات اقتصادية منذ الحرب الأهلية في الثمانينيات، حيث تطور الوضع إلى أزمة تهدد استقرار ديمقراطية البلاد.
ومضى يقول: في حين أن الكثيرين يتبادلون اللوم عن عقود من عدم الكفاءة الحكومية التي أنتجت الفوضى الحالية، إلا أن واحدًا منهم هو الأبرز.
مساهم في الانهيار
وأردف: أصبح حزب الله على مر السنين أكبر مساهم في انهيار لبنان. منذ بدايات الحزب المتواضعة كواحد من العديد من الطوائف المسلحة التي قاتلت في الحرب الأهلية في أوائل الثمانينيات، ظهر الحزب على أنه أقوى الأطراف نفوذًا في السياسة اللبنانية.
وتابع: في البرلمان اللبناني، يمارس حزب الله هذا النفوذ من خلال 13 مقعدًا لنوابه و28 مقعدًا إضافيًا من حلفائه المقربين أمل والتيار الوطني الحر.
وأضاف: من بين الأجهزة الحكومية التي يخترقها نفوذ حزب الله وزارتا الخارجية والصحة في لبنان. لكن نفوذ حزب الله لا يقتصر بأي حال من الأحوال على مكاتب محددة.
وأردف يقول: يحرص الحزب على تحقيق أجندته في جميع أجهزة الحكومة من خلال تعليق التهديد بالانتقام على رؤوس خصومه.
ومضى يقول: خلال الفترة الأخيرة، أظهر حزب الله أنه مستعد تمامًا وقادر على استخدام العنف ضد أعدائه السياسيين. وقعت عشرات الحوادث التي استهدف فيها حزب الله وحلفاؤه معارضته، من إحراق خيام الاحتجاج إلى نشر رجال على دراجات نارية لمضايقة المتظاهرين، إلى إطلاق النار فعليًا على مسيرات احتجاجية، في تدفق مستمر منذ أواخر عام 2019.
ينتمي لإيران
ولفت المقال إلى أن أصل مخالفات حزب الله هو حقيقة أن رفاهية الشعب اللبناني ليست ببساطة المصلحة الأساسية لذلك الحزب.
ومضى يقول: الواقع أن ولاءات حزب الله بعيدة كل البعد عن قاعات السلطة في بيروت التي يعمل فيها. منذ بدايته، عرف حزب الله نفسه على أنه الفرع اللبناني للحرس الثوري الإيراني، المستفيد الأساسي منه.
وتابع: بالتالي، فإن سبب وجود حزب الله ليس دفع عجلة تحسين الأوضاع في لبنان، بل تعزيز ثورة نظام الملالي في إيران. بالنسبة لحزب الله، فإن تحقيق هذا الهدف يأتي دائمًا على حساب اللبنانيين. وأظهرت الإجراءات الأخيرة التي قام بها الحزب المسلح مدى امتداد هذا الواقع.
وأردف: في 26 أغسطس، أطلق مسلحو حزب الله النار على جنود إسرائيليين كانوا يقومون بدوريات على الحدود الشمالية مع لبنان. ردًا على ذلك، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية ضربات انتقامية على مواقع المسلحين، وهي الأولى من نوعها من قبل إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006. وجاء هذا الحادث بعد شهر واحد بالضبط من إحباط الجيش الإسرائيلي عملية حزب الله التي تهدف إلى شن هجوم عبر الحدود على إسرائيل.
وأضاف: أفادت مصادر عسكرية أن 4 مسلحين على الأقل نجحوا خلال الهجوم في اختراق الأراضي الإسرائيلية بالقرب من منطقة جبل دوف. بينما يعاني لبنان من أكثر الأزمات خطورة منذ عقود، وقرر حزب الله تحويل الانتباه والموارد إلى إثارة الاشتباكات مع إسرائيل.
انفجار بيروت
ونوه المقال لوجود حلقة أخرى تظهر تجاهل حزب الله الكامل لرفاهية لبنان وحتى الأمن الأساسي، وهي انفجار ميناء بيروت في أغسطس الماضي. وأردف: على مدى أسابيع بعد الحدث، تكهنت عدة جهات دولية وعناصر داخل لبنان بشأن علاقة حزب الله بمصدر الانفجار.
وتابع: ما يقرب من 3000 طن من نترات الأمونيوم تم تخزينها في الميناء، وهي مادة معروفة باستخدامها في العبوات الناسفة. أدى ذلك إلى نظرية مفادها بأن حزب الله كان يستخدم مخازن عامة في الميناء لإيواء مواد معدة لاستخدامها في الأعمال الإرهابية.
وبحسب المقال، فإن هذه الشكوك وجدت دعمًا بالأدلة الناشئة التي تظهر أن رجل أعمال قبرصيًا له صلات محتملة بشبكات تمويل حزب الله يمكن أن يكون مالك السفينة التي جلبت نترات الأمونيوم إلى بيروت منذ ما يقرب من 7 سنوات.
المسؤول الوحيد
وأضاف: علاوة على ذلك، فإن حزب الله هو المسؤول الوحيد عن الإهمال في كيفية تخزين المادة الكيميائية في المقام الأول. كما هو معروف، فإن الحزب يسيطر ويدير كلًّا من الموانئ الجوية والبحرية في البلاد. ومضى يقول: لفترة طويلة جدًا، استفاد حزب الله من البنية التحتية للدولة اللبنانية لتعزيز أهدافه المتطرفة والعنيفة. وبينما كانت آثار ذلك محسوسة منذ سنوات، فإن تفاقم الأزمات على المستوى الوطني كشف مدى فساد حزب الله وازدرائه للشعب اللبناني. وبدأ المسؤولون في بيروت، الذين كانوا في ظل الظروف العادية لا يجرؤون على انتقاد الجماعة، بدؤوا في الأشهر الأخيرة يهاجمون الحزب. وتابع: ببطء ولكن بثبات، بدأ العالم وكذلك اللبنانيون أنفسهم يدركون مدى الضرر الذي ألحقه حزب الله باستقرار بلادهم.
واختتم بقوله: من أجل وجود ديمقراطية آمنة ومزدهرة في لبنان، يجب على البلاد التخلص من هذا الفصيل المتطرف من السلطة بشكل حاسم.