ونعمل في مجموعة العشرين لهذا العام على تكثيف الجهود لتقوية الحماية الاجتماعية، وجعلها أكثر شمولية، ولا يمكن لنا الحديث عن السياسات العمالية دون النظر إلى مستقبل العمل في ظل التطورات التقنية والتغيّرات الديموغرافية الحاصلة، حيث يتطلب ذلك استحداث وظائف جديدة وتحديث مفاهيمنا حول طبيعة العمل، وضرورة مواكبة هذه التغيّرات عبر اكتساب مهارات جديدة أو صقل المهارات المكتسبة لكافة فئات المجتمع، خاصة النساء والشباب؛ إذ نولي هذه الفئات وصغار رياديي الأعمال اهتمامًا كبيرًا ومتابعة مستمرة لضمان تسهيل دخولهم سوق العمل، وفي سياق تمكين الإنسان وتوسيع دائرة الفرص، فقد أولت أجندة الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين أهمية كبيرة لتمكين المرأة بطريقة شاملة من خلال مسارات العمل المختلفة، والتي تضم مجموعة من المبادرات القطاعية للفئات الأقل حصولًا على الفرص، حيث تؤمن مجموعة العشرين بأن إتاحة الفرص أمام المرأة هو جزء لا يتجزأ من أي نهج يسعى للنمو المستدام، والشامل، حيث إن تمكين المرأة في مناصب قيادية بات أمرًا هامًا يضمن مشاركتها في صنع القرار والإسهام في ازدهار المجتمعات.
فهذه المعطيات الآنفة الذكر، والتي تضمنتها كلمة خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» في افتتاح فعاليات قمة مجموعة تواصل العمال L20 بمجموعة العشرين، نجدها تؤكد استدامة حرص وجهود الدولة في سبيل تحقيق كل ما يخدم فرص الشباب السعودي، ويؤكد أن تمكين وإشراك المرأة في مسيرة التنمية أمر يجد موقعه في كافة الخطط والإستراتيجيات والفرص المستحدثة، كما ترسم المعطيات ملامح ذلك النهج الراسخ للاستثمار في أبناء وبنات الوطن، وأنهم منصة انطلاق رؤية المملكة لمواكبة المتغيّرات وتجاوز التحديات وتحقيق الريادة في كافة المجالات ومختلف القطاعات محليًا وإقليميًا ودوليًا.