وأنا أقول أيها الحبيب لا تخشى على أخيك فهو مشغول من أخمص قدميه حتى رأسه وسيزيد انشغاله بعد زوال الجائحة.. ورغم هذا لن ينسى أحباءه من الزيارات قدر الإمكان.. وسيكون سعيدا بها.. إنما أردت بتكراري لكلمة التقاعد أن أزيل هذ الفهم السلبي منها.. وأبين أنها فترة عطاء وافر لفكر متحرر بعيد عن روتين مردوده قليل.
نلهث وراء السعادة.. نبحث عنها وهي قريبة منا.. نجدها في طاعة الله.. هي أساس السعادة وتحتاج إلى مجاهدة للنفس قبل أن تتحول إلى أنس طاغ.. يقول الله تعالى عن الصلاة عمود الدين: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾.
الحياة حلوة.. وسر حلاوتها في استغلال الأوقات الجميلة فيها وعدم تفويتها.. كن احتفاليا، فلحظات الفرح عزيزة لا تعود!.. وفي المقابل اسع لتجاوز أوقات الكدر بفهم المشكلة والبحث عن حل لها.. ببساطة انزلها من رأسك، وضعها بين يديك..
لتراها بوضوح ويسهل عليك الحل.
العمل يجلب المال.. فكر في العمل وسيأتي المال.. العمل الصالح يأتيك رزقه ولا يخطئك.. والعمل المضر مهما ارتفع عائده المالي فهو وبال على صاحبه لأنه ممحوق البركة.. والبركة كل شيء!
الإنسان أيام، فأحيها بما يسرك في حياتك وعاقبتك.. تستطيع أن تعمل البرنامج الذي يناسب إمكانياتك وميولك.. والضابط هو أن تحقق هذه الأعمال سعادة الدنيا والآخرة.. أعمل عصفا ذهنيا ورتب هذه الأعمال بأولوية تعتمد على السهولة ودرجة الفائدة.
قيمة الحياة الحقيقية وحلاوتها بوجود أناس حلوين في حياتك..
علماء.. كرماء.. رحماء.. أوفياء.. ظرفاء.. وبسطاء!.. وهنا تكون السعادة قد اجتمعت.. هم نادرون.. تبحث عنهم اقتصادات الحياة العاطفية السعيدة بعيدا عن المادة.. واسألوا الأغنياء.. هل تكفي المادة وحدها لتحقيق السعادة؟!
*****
جاءتني ابنتي نور فرحة - وأنا أرسم - لتقول لي إنها رأت في المنام أنني كسبت ٤٥ مليونا.. وأنني أخذتها واشتريت لها مجوهرات ثمينة.. وأردفت: إنه رزق كبير سيسوقه الله إليك ويعوضك لقاء صبرك!
فرحت من أجلها وقلت: كسب الملايين لا يشغلني يا نور ما دمت في صحة آكل وأشرب ما أشتهيه وأكتب وأرسم وأقول الشعر.. وأدندن طربا.. وأركض خلف الكرة وأدرب وأؤلف الكتب والروايات.. وو.. هذا هو الغنى الحقيقي يا ابنتي.. ولدي كل ذلك وأكثر!
ابتسمت وراحت تحلم.. والتفت إلى لوحتي وعدت أرسم سعادتي!
mbajunaid@