يقول المثل الفنلندي «ولد بدون أب نصف يتيم، ولد بدون أم يتيم كامل».
معنى أن تكون يتيما أن تفقد السند والمعيل والمربي، أن تفتقد النوم براحة واطمئنان لأنه ليس هناك دائما من يحمل عنك همك ويسعى لراحتك.
وراء كل يتيم قصة معاناة يعيشها، وصراعات داخلية متعددة، وقد سمعنا الكثير من القصص والأمثلة لأيتام ضلوا طريقهم وتعثروا في مطبات الحياة ومصاعبها. ولأني لا أحب الإبحار في السلبية والحزن، سأتحدث عن أيتام سطر بأسمائهم التاريخ ممن تجاوزوا ظروفهم الحياتية الصعبة التي حرمتهم من والدين داعمين لهم حتى باتوا اليوم مضربا للمثل.
أولهم خير خلق الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي ولد وعاش يتيما، وبذلك ربما أراد الله أن يبين لنا أن كل يتيم يستطيع التعايش مع ظروفه والتغلب عليها، وربما أيضا كانت رسالة من الله سبحانه وتعالى لكل يتيم أنه يملك صفة مشتركة مع خير خلق الله.
وهناك شخصيات أخرى في تاريخنا العربي مثل القائد طارق بن زياد وهو الذي فتح الأندلس في يوم ما ونشر الإسلام فيها وفي أوروبا. وهناك الكثير من المشاهير والقادة الأيتام ممن كان النجاح حليفهم في مسيرتهم في مختلف المجالات.
وقد اهتم الإسلام باليتيم اهتماما كبيرا، وذكرت آيات كثيرة توضح حقوق اليتيم، فإن كافل اليتيم له أجر كبير عند الله ومرافقة النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
ولهذا تماشيا مع ديننا وتوجهات حكومتنا وجب علينا كمجتمع الاهتمام باليتيم، لتعويضه ولو جزءا بسيطا مما قد يعيشه أو يشعر به.
وكانت السعودية قد دعت في رؤيتها ٢٠٣٠ إلى الارتقاء بجمعيات الأيتام في المملكة لتكون نموذجا متميزا في تقديم أفضل الخدمات للأبناء الأيتام وتوفير الاستقرار والحياة الكريمة لهم، وللمستفيدين من الجمعيات الخيرية.
ومن المبادرات الجميلة التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي، الاحتفاء بيوم اليتيم في الخامس عشر من رمضان من كل عام، بإقامة فعاليات مشتركة لتسليط الضوء على قضايا الأيتام ورفع الوعي المجتمعي والحكومي ويأتي ذلك تعبيرا عن الاهتمام بهذه الفئة الغالية في المجتمع.
أن تكون يتيما أمر ليس بالسهل ويحتاج لمقاومة هذه الحياة الصعبة، ولكن هذا لا يعني أنها نهاية الحياة، بل ربما تكون بداية لحياة جديدة. لذلك على كل منا أن يسعى دوما لمساعدة ومساندة الأيتام، لربما أن تكون كلمة طيبة دافعا في حياة هذا اليتيم، كما يجب أن نعلم أنه لا أحد يعلم ما يخفيه القدر فربما ابنك أو شخص عزيز عليك يصبح يتيما يوما ما. فدائما قدم للآخرين ما تتمنى أن يقدم لك ولعائلتك.
@Abdul85_