نعم ليال عصيبة عصفت بقلوب صغيرة يملؤها النقاء، الحب، الأمل، كانت الأفكار تحلق به بعيدا، تارة للخير وتارة للالم والحزن، كانت عيونها ممتلئة بالدموع حيث أقلقتها. الألم يعتصرها، وعذرها يسبق نبضها، وقسمات وجهها تسبقها لهفتها. همسات تردد ونغمات حزينة تنساب من شفتيها من أجل الروح والأمان، هذا هو حالي برؤية من أحب وهو يعاني ويئن وليس بيدي حيلة سوى الدعاء له، الأب كلمة تعجز قواميس اللغة أن تصف حبه ومكانته عند قلوبنا، الأب هو العطاء هو الأمل هو الحنان، ومن غيره يستحق ذلك، فيا رب سر قلبي ونفسي بفرحة غامرة، تغنيني عن كل تعب.
اللهم أفرح قلبي بشفاء والدي من كل مرض، وارزقه الراحة فقد ربانا تربية وأسعدنا بالكثير، شقي وتعب من أجلنا ولراحتنا، عمل ليل نهار، وكان يفرح لفرحنا، لم يحرمنا من شيء. أبي أعظم كلمة أنطق بها أقف أمامك وأنا مطأطئة الرأس تقديرا، وإكبارا، واحتراما. وأقف باكية وداعية لرب العباد أن يشفيك شفاء من عنده ويرجع لجسدك الصحة والعافية، فأنت الأمان لي والحضن الدافئ لقلبي، يا رب كن معه ومع قلبه الضعيف وروحه المنهكة.
وقفة، هاهم والدانا، لنرفق بهما، لنحبهما، لأنهما صفحة بيضاء، وحياة صفاء وثغر باسم وقلب صاف طاهر لنعلم لا حياة تكتمل إلا بوجودهما.
هما من يجعل للحياة معنى. فالأم حنان والأب أمان.