وبناء على اطلاعي في هذا الشأن لا تجوز الصلاة بلغات أخرى ولو توفرت الترجمات الدقيقة المتقنة لكل العبارات العربية التعبدية والآيات القرآنية.
حظيت اللغة العربية بشرفٍ عظيمٍ؛ إذ تنزَّل بها الكتاب الكريم، كتاب رب العالمين، على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان أفصح البشر لسانا، فزاد اللغة تكريما وإجلالا، وأيضا صحابته الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم.
يقول الرب عز وجل «إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون» «قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون» «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّـمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْـحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ»
لا نستغرب حرص واهتمام أولياء أمورنا على دعم لغة كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام والاهتمام بلغة الضاد على مر الزمان، فالمغفور له طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز وأبناؤه البررة جميعهم أحرص ما يكون على لغة كتاب الله، واليوم سلمان العز والأمان يبرهن بـ (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) ويترجم من خلاله ريادة المملكة العربية السعودية في رفع شأن لغة القرآن الكريم أولا وآخرا ثم رفع شأن لغة الآباء والأجداد والأصالة، حاضرا ومستقبلا على مستوى العالم الكبير.
وسيبرز هذا المجمع مكانة اللغة العربية ويفعّل دورها إقليميا وعالميا، ويعزّز قيم الثقافة العربية والإسلامية.
خلود لغة الضاد في دولتنا الخالدة سيستمر حتى نهاية الحياة بإذن الله، فهذه البلاد منبت اللغة العربية، واللغة العربية هويتنا وتاريخنا ومجدنا الخالد بتوفيق الله.
أشير بأن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أحد مبادرات الإستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة السعودية، التي أعلنت عنها في مارس 2019، ضمن رؤية السعودية 2030، وذلك للمساهمة في تعزيز دور اللغة العربية إقليميا وعالميا.
الشكر لا يكفي لخادم الحرمين الشريفين الذي منحه الله محبة شعبه، ولا نستغرب أيضا من أبناء الملك عبدالعزيز الجهود المبذولة التي لا حصر لها لصالح هذا الوطن ومواطنيه فمدرسة المغفور له رحمه الملك عبدالعزيز معين لا ينضب بالرجال الأفذاذ وهذا الشبل من ذاك الأسد.
من الأعماق أتوجه بالدعاء بالتوفيق وطول العمر لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ـ جبل طويق ـ الحاضر والمستقبل.
[email protected]