ومن عقل الطفل نستطيع أن نستلهم الإشارات المستقبلية لاحتياجات الطفل الفكرية، لنؤسس منظومة فكرية ينتظم من خلالها فكر الطفل المواطن. وبذلك، نُجنِّب طفل المستقبل من الوقوع في الانحرافات الفكرية التي تسببت في الدمار لا العمار. وبالنسبة لعاطفة الطفل، فإننا نستطيع أيضاً أن نجتهد في صنع محتوى عاطفي يوازي المنظومة الفكرية ليُعززها بالاحتواء، وكل ما ذُكر ناتج من كيفية استخراج وتسخير الاحتياجات الفكرية والعاطفية من الطفل لبناء مستقبل يحقق أهداف رؤية البلاد ٢٠٣٠ على جميع الأصعدة بإذن الله.
فالوطن يستحق كُل ما هو نافع مِن المواطن، وأقل ما نفعله هو البحث والدراسة لمعرفة الثغرات التي لربما تعيق التقدم في المستقبل. والاستعداد لهذه الثغرات أو التحديات بتوفر طرق لعلاجها من الأولويات التي تساعدنا على التجاوز بسلام في المستقبل بإذن الله. فَرسم مسارات مستقبلية للطفل المواطن عن طريق دراسات مُسبقة لمستوى احتياجاته سيُمهد الطريق لتحقيق نجاحه وتفعيل إنجازاته وتطويرها. ورؤية بلادنا تسعى لما هو أفضل للطفل والأسرة والمجتمع والوطن بطرق متعددة ومتنوعة. ومن الواجب علينا كمواطنين أن نهتم بمستقبل البلاد أن نكثف جهودنا على الطفل ونسخر الأدوات المعرفية والعلمية لتفعيل وظائف عقله.
وأخيراً، إلى كُل مُربٍّ ومُعلِّم يجب أن نؤمن بأن طفل اليوم يختلف عن طفل الأمس. وأن الاختلاف يكمن في كيفية عمل وظائف العقل في ظل وجود هذا الكم الهائل من العلوم والمعارف. وتهيئة الطفل لمستقبله تكمن في فهم احتياجاته بأنواعها وإعادة هيكلة المنظومة الفكرية وما تحتويه من ركائز تربوية وأخلاقية وإنسانية وغيرها ليكون مواطناً صالحاً لنفسه، وفعَّالاً في مجتمعه، ومنتجاً لوطنه ومعيناً له.
FofKEDL@