ومضى يقول: على مدى عقود، في ظل ديكتاتورية ألكسندر لوكاشينكو، شهدت البلاد موجات متتالية من القمع. مع وجود معارضة أضعف من أن تتغلب على النظام، كان للوكاشينكو الحرية في ممارسة سيطرة واسعة على المجتمع البيلاروسي، بينما كان يغازل كلا من روسيا والغرب في الوقت نفسه.
وتابع: لعقود من الزمان، كان الاتحاد الأوروبي صبورا للغاية، حيث اعتبر أصغر تغيير في بيلاروسيا كعلامة على التقدم.
وأردف يقول: لكن من الواضح الآن أننا وصلنا إلى نقطة تحول. إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون لاعباً قوياً على المسرح العالمي وفي جواره الشرقي المباشر، فإنه يحتاج بشكل عاجل إلى نهج جديد في المنطقة، وبيلاروسيا على وجه الخصوص. لم تعد كلمات الإدانة والندم والعبارات الطنانة الأخرى كافية.
وأضاف: في السنوات الأخيرة، شهدنا بعض التحولات الإيجابية في السياسة الخارجية لبيلاروسيا. أصبح الحوار مع الاتحاد الأوروبي بناء أكثر، وعادت العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأردف: مع ذلك، فشلت بنية القوة المتحجرة في بيلاروسيا في التعرف على هذه العلامات المهمة للتحرر والصحوة. أظهر رد فعل الشعب البيلاروسي على انتخابات أغسطس أن صبرهم قد انتهى.
وبحسب الكاتب أصبح من الواضح أيضًا أن لوكاشينكو لم يكن أبدًا مهتمًا بتحديث البلاد أو الاستقلال الحقيقي لبيلاروسيا، وكان كل ما يريده هو البقاء في السلطة.
وتابع: الآن، خوفًا من انتشار الاحتجاجات ضد ديكتاتوريته في جميع أنحاء البلاد، لجأ لوكاشينكو إلى روسيا للحصول على الدعم العسكري، في دليل على أن مزاعمه بالضغط من موسكو لم تكن أكثر من مجرد مهزلة تهدف إلى تصويره على أنه الوصي الضروري لاستقلال بيلاروسيا.
ومضى يقول: أصبحت الأحداث في بيلاروسيا مصدر إزعاج كبير للقيادة الروسية، حيث ينظر الكرملين في خيارين، إما التسامح مع الاحتجاجات السلمية وإمكانية إجراء انتخابات جديدة أو دعم قيادة لوكاشينكو وإرسال الدعم العسكري.
وأردف: يبدو أن موسكو تتأرجح لأنها تخشى العمليات الديمقراطية، التي لا يمكن السيطرة عليها. في نظر الكرملين، إذا خضع لوكاشينكو لإرادة الأمة، فسيكون ذلك بمثابة إظهار للضعف قد يرسل إشارة خاطئة إلى المجتمع المدني الروسي لاستلهام احتجاجات بيلاروسيا.
وبحسب الكاتب، لم يتردد الاتحاد الأوروبي عن حق في إعلان أن الانتخابات في بيلاروسيا كانت غير عادلة وغير ديمقراطية وغير حرة. العنف الوحشي ضد الأشخاص المسالمين هو انتهاك لحقوق الإنسان. يجب أن تكون هناك قيادة جديدة تساعد البلاد على الخروج من المأزق السياسي والأخلاقي.
وأشار الكاتب إلى أن الكلمات لا تكفي، مضيفا «الوضع في بيلاروسيا هو اختبار لقيمنا الأوروبية والتزامنا بحقوق الإنسان. طالما أن الاتحاد الأوروبي وبقية العالم الغربي مترددون ومنقسمون، ويواصلون محاولة إعادة العلاقات مع موسكو، يمكن لروسيا أن تتظاهر بأنها قوة عظمى بينما تتجاهل صراحة القواعد الدولية وتؤجج الصراع».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون واضحا وموحدا في استجابته، مضيفا «يجب أن يقطع الاتحاد بالقول إن لوكاشينكو، منذ 9 أغسطس، هو رئيس سابق لبيلاروسيا وأن أفعاله غير قانونية ولا تطاق في أوروبا».