تفسد علاقاتنا بسبب أحكامنا السريعة على آراء الآخرين.. لا نعطي أنفسنا وقتاً لاستيعاب الآراء التي لا تعجبنا نقابلها بالرفض ونكتشف لاحقاً أنه كان بالإمكان أفضل مما كان!
في التفاوض وحتى في الحوار العام لا بد أن تتقبل عرض الطرف المقابل وتؤمن بأحقيته حتى لو بدا غير منطقي؛ ما دمت تملك صلاحية قبوله أو التعديل عليه أو رفضه بالكامل.
دعني أذكرك يا عبد الله بأن الأمور ستتأزم إذا واجهنا التطاول بتطاول مثله أو يزيد عليه.. حاول إذا نيل منك أن تتذكر إجابة النبي هود عليه السلام لقومه يوم قالوا له:
(إنا لَنَراكَ في سَفاهةٍ!).
فأجابهم: (يا قَومِ ليس بي سفاهَةٌ).
ولم يقل: بل أنتم السفهاء!.. وهنا يقصر الشر ويراجع المسيء نفسه.. ويسمو الإنسان بخلقه.
إن نفسي - يا تقي - لا تقوى على أي صورة من صور عدم الإحترام.. تؤلمني جداً ويصعب علي أن أواجهها بالمثل؛ فلم أترب على ذلك.. وأقصى ما أفعله هو التجنب.. إنني واضح يا تقي وأصبحت حريصاً في علاقاتي أن أتأكد من توفر هذه الصفة الإنسانية التي لا يقتصر دورها في تسهيل التواصل فحسب بل تصنع الحب.. والحب مقصدنا جميعاً!
الوضوح يا عبد الله صفة جميلة.. وإذا اقترنت بالذوق؛ أضحى صاحبها بحراً من الهناء.. ما أجمل الواضحين في زمن يصنف أصحاب الوضوح على أنهم سذجاً.. وينعت الغامضون الماكرون على أنهم دهاة حكماء.. وهم لا يقدمون سوى الزيف!
السعادة قرار شخصي أنت من يصوغه ويتخذه.. إذا قررت يا عبد الله أن تكون سعيداً. فأبحث في نفسك عن الأجمل واستثمره وتجنب كل ما يكدر الخاطر.. واجه مشاكلك ولا تهرب منها لأنها ستبقى عبئاً عليك وحائلاً دون سعادتك!
إلقاء اللوم على الآخرين محاولة لتبرير العجز.. يا صاحبي من أجبرك لتبالغ في الصبر؟.. الم تعرف أن هناك من يعده ضعفا؟.. أعرف أنك تربيت عليه.. التربية السوية تخلق تعساء يمضون حياتهم رفقاً بالناس.. وأنا أقول لك: رفقاً بنفسك.. وابحث عما يريحك!
وأخيراً.. لن أدعوك إلى طاعة الله وأسكت.. فقد خلقنا لذلك وأمرنا به.. وهذه المهمة صعبة على الإنسان بوجود الشهوات والشيطان.. والله يعلم ضعفنا لذلك جعل باب التوبة مفتوحاً.. وأبواب الاستغفار مشرعة.. فعد سريعاً بعد الذنب يفرح بك الرب.. الزم الاستغفار.
*****
لا شيء أجمل من الصفاء..
فمتى يكون الصفاء يا عبد الله؟..
الصفاء أساسه الرضا..
إنه شعور يداهمك عندما تشعر بالحب..
ترى الدنيا ثضحك لك فتبتسم لها..
الصفاء يأتي عندما تملأ اللحظة السعيدة بالفرح ولا تفوتها.
.