وتصنع الأواني من الطين بعد مزجه بالماء للحصول على عجينة الطين، ثم تُعامل بطريقة خاصة، وتجفف ثم تحرق في مواقع خاصة شبيهة بالأفران، ويمنح ذلك الأواني الطينية الصلابة الملائمة لاستخدامها، ومن تلك الأواني «الجرة» وهي بيضاوية الشكل تُستخدم لحفظ الماء وتبريده، و«المشهف» يستخدم لتحميص البن والقشر، و«المركب» وهو وعاء مجوّف يستخدم كموقد.
نكهة خاصة
وتُعتبر الجمنة أو الجبنة واحدًا من أشهر الأواني الفخارية التي يستخدمها أهالي منطقة جازان، خاصة في المناسبات كالأعياد وشهر رمضان المبارك، وهي تستخدم لصنع القهوة، وتضفي عليها نكهة خاصة، وتحتفظ بحرارتها مدة مناسبة، ويتم من خلالها صب القهوة في الفناجين الطينية المخصصة لشرب القهوة.
إرث ثقافي
وباحتساء القهوة في الفناجين الطينية المصبوبة من الجبنة لا يستمتع أهالي جازان بالقهوة فحسب، بل يحافظون على إرث ثقافي توارثوه عن الآباء والأجداد الذين قادتهم ظروفهم المعيشية في حقبة زمنية سابقة إلى التعايش مع حياتهم بظروفها البيئية، فطوّعوا موارد البيئة إلى أنماط حياتية كانت رمزًا للعمل والجهد المبذول في تلك الحقب الزمنية، وباتت اليوم رمزًا لخصوصية جازان وثقافتها.
الدلة الفخارية
وتُعرف الجَبَنة بـ«الدلة الفخارية»، وتشكّل عنوانًا لمحبي القهوة ومتذوقي نكهتها، خاصة مع صبّها في الفناجين الطينية، وهي واحدة من أهم الصناعات اليدوية التقليدية التي تمثل جزءًا من ثقافة منطقة جازان ورمزًا لخصوصيتها.