حقيقة هذه الخلافات تكون ناتجة بسبب الغيرة، وأحيانا قد يكون بسبب حب التملك، فالزوجة ترفض أن يشاركها في زوجها أي شخص آخر مهما كانت مكانته، وهو ينطبق أيضا على الأم التي تعتبر ابنها ملكية لا يمكن انتزاعها.
وبالتأكيد إن كل أم تحلم بتزويج ابنها أو ابنتها لأنها تعتبر أن بذلك يكون أكملت مهمتها ورسالتها، ليبدأوا بعد ذلك مواصلة حياتهم الزوجية معتمدين على أنفسهم مع استمرار مساعدة الأم لهم من خلال التوجيه والإرشاد وتقديم النصح والمشورة.
لكن المشكلة تكمن في الزوج الذي يعتبر الضحية، فإذا وقف بجانب زوجته خسر أمه وإذا وقف بجانب أمه خسر زوجته، معادلة صعبة للغاية لأن الزوج يحاول جاهداً إرضاء الطرفين والخروج بأقل الخسائر، وهنا أعني أن الخسائر قلما تصل إلى الطلاق لا سمح الله وضياع أسرة كاملة وبخاصة في حال وجود أبناء الذين سيكون الضرر الأكبر عليهم وتأثيره النفسي لا يمكن تصوره.
فلو تخيلنا مثلا لو وقع الطلاق ماذا سيكون موقف الأب تجاه أبنائه وكيف سيبرر لهم الأسباب الحقيقية وراء انفصاله عن والدتهم! هل سيخبرهم بأن الطلاق وقع بسبب إرضاء الزوجة على حساب والدته أو العكس؟ الأمر صعب للغاية ولا يمكن توقع نتائجه الكارثية التي تدمر الأسر وتشتت الأطفال.
الزوجة بحكم عمرها الصغير نوعا ما قد تتصرف بعاطفتها وطبيعتها الأنثوية التي تدفعها لمحاولة تملك الزوج والاستحواذ على اهتمامه الكامل وعدم قبول مشاركة أي شخص آخر في هذا الأمر.
وفي الطرف الآخر الأم تمارس نفس الدور وتحاول أيضا الاستحواذ على كامل اهتمام ابنها وهو من باب عاطفة الأم، ولكن الفارق والفيصل هنا هو عمر الأم وتجاربها الكثيرة في الحياة التي شكلت لديها خبرة كبيرة في كيفية التعاطي مع الأمور والمشاكل الزوجية وهو الطرف الأهم في الموضوع الذي يدور حوله النزاع.
ختاما، أوجه رسالتي لجميع الأزواج وهي الابتعاد عن هذه الصراعات والخلافات التي قد تفتك بحياتكم الزوجية وتذكروا أن منزلة الأم لا تعادلها أي منزلة أخرى، وتأكدوا أن الخاسر الأكبر هو أنتم وأبناؤكم.