تحتفل المملكة هذا الأسبوع باليوم الوطني التسعين، الذي يذكر بقيام هذا الكيان الكبير، الذي تم توحيده على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - يرحمه الله - في كيان جمع أرجاء الوطن، ووحد الأمة، ليحل الأمن بعد الخوف، والتآخي بدل الصراع، ويحل في كافة أرجاء الوطن هذا التقدم في سائر المجالات الذي لم يكن ممكنًا بعد عون الله وتوفيقه إلا بعد أن عم الأمن والسلام في هذه البلاد الشاسعة التي هي أقرب إلى أن تكون قارة كاملة. ولا شك أن الاحتفال بهذا اليوم العظيم يحمل العديد من الدلالات، ويؤكد كثيراً من المعاني، لا سيما وأنه يجيئ وعود هذا الوطن يشتد، وخطواته تمضي في ثبات على طرق التقدم والنماء، حيث تؤكد بلادنا ريادتها للمنطقة وموقعها في الصفوف المتقدمة بين دول العالم، والذي تتمثل في كثير من الوقائع ليس آخرها ترؤسها مجموعة الدول العشرين التي تضم أكبر الدول الصناعية المتقدمة في العالم، إضافةً لمواقعها القيادية في المنظمات الدولية والإقليمية بدءاً من هيئة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة رابطة الدول الإسلامية، ومنظمة أوبك، والدور الكبير الذي تقوم به في السياسة الدولية وجهود إحلال الأمن والسلام والاستقرار في العالم.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تساهم بلادنا بدور ريادي في منظمة التجارة العالمية، وتقود منظمة الدول المنتجة للنفط لإحداث التوازن المطلوب للمحافظة على مصالح الدول المنتجة والدول المستهلكة، كما تتصدى بقوة وتصميم إلى محاولات بعض دول الإقليم لفرض الهيمنة والتدخل في شؤون المنطقة، وخاصة في اليمن الشقيق، وتؤدي دوراً مهماً في نفس الوقت في البحث عن الحلول السلمية لقضايا المنطقة بما يضمن حقوقها، وهي تؤكد باستمرار كما أعلن مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير على حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه، وعاصمته القدس الشريف، وتمسكها بمبادرة السلام العربية.
وعلى الصعيد الداخلي، تستمر عجلة النمو في جميع المجالات رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في مواجهة وباء كورونا، وحرصها على صحة المواطن والمقيم وسلامتهم، وتتخذ كل يوم من الإجراءات ما يكفل استمرار الحياة بجميع جوانبها دون أن يخل ذلك بالإجراءات الاحترازية للمحافظة على سلامة أرواح الناس، وخاصة في مجال التعليم بحيث لا تضيع فرصة التعليم على الطلاب والطالبات من خلال التحول للتعليم عن بعد وما يتطلبه ذلك من الجهود؛ مما أثار إعجاب العالم، وزاد من مشاعر المواطنين بالفخر بانتمائهم لهذا الوطن الذي تبذل قيادته كل جهد ممكن من أجل رفعته وتقدمه وبناء مستقبله، ولذلك فإن هذه المناسبة العزيزة يجب أن تكون مناسبةً نؤكد فيها جميعاً أن لهذا الوطن حقوقاً علينا وواجبات بالمحافظة على أمنه، والمساهمة بكل جهد لإعلاء رايته خفاقة في السماء - بإذن الله -، لتعود هذه المناسبة عاماً بعد عام وقد ارتفعت في أرجائه المزيد من صروح العمران والبنيان على يد أبنائه المخلصين.
ولا بد في هذه المناسبة من رفع التهاني أجملها إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - يحفظهما الله -، ورفع الأيدي إلى السماء ليحفظ الله هذه البلاد من كل شر، ويدفع عنها كل بلاء، وأن ينصر أبناءها المرابطين على الحدود يصدون العدوان، ويردون الطامعين، ويرفعون راية الوطن، ويسهرون الليل والنهار ليعم في بلادنا الأمن والخير والسلام.
Fahad_otaish @