ويوضح المحلل السياسي فادي عاكوم، في تصريح لـ «اليوم»، أنه «ليس بالمستغرب أن يقوم حزب الله بتهريب أمواله إلى الخارج في وقت يحتاج فيه السوق اللبناني لأية مبالغ قد تسيطر على ارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار، والخطة التي تم الكشف عنها من خلال تقرير غلوبال لمكافحة الإرهاب عن طرق تهريب الأموال من لبنان إلى حسابات لخطة طوارئ لا تعتبر الصورة الأشمل لما يقوم به الحزب من معاملات مالية حول العالم»، مشددا على أن «الحرس الثوري منذ تأسيسه لتنظيم حزب الله اللبناني قام بإنشاء شبكة واسعة من الشركات الصغيرة داخل لبنان وخارجه لتقوم بجميع ما يتيسر من المعاملات التجارية الشرعي منها وغير الشرعي، وبدأت عمليات التمويل من خلال المصارف الإيرانية، التي فتحت فروعا لها في لبنان، حيث صرفت قروضا ميسرة للتجارة على أن يتم إرجاع نصف المبلغ المستدان والباقي يتم دفعه تقسيطا على فترات طويلة مقابل نسبة معينة تدفع للحزب، مقابل أي عمليات تجارية يقوم بها من يحصل على الأموال».
المثلث الذهبي
ويكشف المحلل السياسي، أنه «وحسب معلومات مؤكدة فإن معظم العمليات تتم في المثلث الذهبي أي باراغوي والأرجنتين والبرازيل، حيث يتواجد في هذه البلدان المئات من عناصر الحزب والذين تنحصر مهمتهم بضخ الأموال إلى خزينة الحزب، وغالبا ما يتخفون وراء ستارة تجارة الألبسة والمواد الغذائية، ويقومون بنقل الأموال السائلة مباشرة إلى بيروت من خلال زياراتهم المتكررة إلى بيروت، حيث يمرون عبر أجهزة أمن المطار دون تفتيش، وقسم آخر يضخ الأموال إلى حسابات سرية لتأمين السيولة الخارجية للطوارئ». ويختم: «كما أن العديد من العمليات التي تتم من خلال الشركات اللبنانية التابعة للحزب تعتبر أموالا مفقودة ومهربة إلى الخارج، ومن الطبيعي أن يتم شملها بالأموال المهربة، والتي تتم المطالبة من قبل البعض في لبنان بإرجاعها ومحاسبة من قام بإخراجها؛ كونها أثرت سلبا وبشكل كبير على الاقتصاد اللبناني؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع بهذا الشكل الدراماتيكي».
سيناريو القيامة
وجاء في التقرير أن الخطة الاضطرارية التي تتضمن الفرار والاختفاء، خصصت لها أموال طائلة تنبع من عمليات احتيال تتضمن تحويل مبالغ كبيرة من المال لحسابات في الخارج، ومعظمها لأسرته المقربة، حيث قدرت هذه الأموال في حسابات مختلفة خارج لبنان بمليار وستمائة مليون دولار أمريكي، أما مصادرها فمتنوعة، أولها: تحويلات مباشرة من ميزانية «حزب الله» أو من مختلف ممولي الميليشيا وشركاتها وبالطبع مصدر بعضها إيراني، ثانيها: يكمن في سرقة الأموال مباشرة من الدولة اللبنانية حيث يتم تحويل الأموال من قبل السياسيين التابعين لـ «حزب الله» من خلال لجان في البرلمان يرأسها الحزب ثم تنقل إلى خارج لبنان.
وينفذ هذه العمليات مقربون من نصرالله مثل أفراد العائلة أو الشخصيات الرفيعة المستوى في الحزب، فهناك اثنان من الشخصيات البارزة التي يثق بها نصرالله تماما لتنفيذ هذا المخطط، الأول هو ابن عمه والثاني في القيادة هاشم صفي الدين. وباستخدام منصبه كرئيس للمجلس التنفيذي لحزب الله وكعضو بارز في «مجلس الجهاد»، يعطي صفي الدين الأوامر المباشرة لنواب حزب الله بسرقة الأموال. لكن الشخص الثاني الذي يغدق بالأموال على «صندوق المهرب» فهو جواد نجل نصرالله نظرا لصلته الجيدة بالخارج حسب المصادر، بالإضافة إلى ذلك يعمل جواد كتوازن مضاد لـ «صفي الدين» في حال انقلب الأخير عليه، بحسب التقرير. أما الشخص الثالث فهو أشرف صفي الدين وهو محام له مكاتب في بيروت وكاليفورنيا من ذوي الخبرة في بناء هياكل الشركات لحزب الله في جميع أنحاء العالم تقوم بغسل الأموال لصالحه.