تستقبل المملكة العربية السعودية يومها الوطني التسعين وهي تحتفي باستدامة مسيرة نهضة تنموية، عهدت منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، ولعل الراصد للمشهد الشامل يستدرك هذا المعنى في التطورات التي صاحبت كافة المجالات التجارية والصناعية والتعليمية والصحية والأمنية، التي ومنذ انطلاق رؤية المملكة 2030 ومشاريع التحول الوطنية وكافة الخطوات الإصلاحية التي صاحبتها، حيث جاءت هذه النقلات لتستشرف كافة احتياجات المستقبل، ومتغيراته التي ترتبط بتنوع مصادر الدخل ومجمل الآليات الحديثة التي تعنى بسياسات التعليم والتجارة وإنجاز كل الشؤون المرتبطة بتحقيق نهضة متسارعة وجودة حياة وقدرة دولة تستمر في تحقيق الريادة الشاملة.
وحين نمعن فيما قامت به الدولة خلال هذا العام الاستثنائي خاصة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، وكيف كان لذلك من أدوار بارزة أسهمت في تحقيق التوازن الاقتصادي والأمني ضد مختلف التحديات والتهديدات التي تواجه العالم، من خلال المبادرات الناجعة والجهود والتضحيات التي أسهمت أيضا في احتواء واضح للآثار التي تسببت بها جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتي هددت المنظومة الاقتصادية الدولية وكذلك أرواح البشر خاصة في البلدان الأقل قدرة على مواجهة آثار هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث عطفا على عدم توافر الجاهزية المطلوبة في سبيل تحقيق التصدي لانتشار الفيروس خاصة الأجهزة والأدوية ومختلف المتطلبات الصحية، ناهيك عن التموين اللازم لمواجهة ما تسببت به آثار هذه الجائحة على توقف الحركة الاقتصادية في تلك الدول، ولكن المملكة بحكمتها وحنكتها وحسن قيادتها وعبر الجهود التي بذلت من خلال رئاستها لمجموعة العشرين والإستراتيجيات والمبادرات التي قدمتها المملكة لرسم ملامح طريق السلامة والوقاية والأمل في الوصول للحل النهائي واللقاح الشافي الذي قدمت الدولة كل الدعم وكافة التحفيز بغية أن تستديم البحوث الرامية إلى التوصل إلى هذا اللقاح وأن يجد طريقه للنور ومن ثم التوافر لكل نفس بشرية، بغض النظر عن الظروف والزمان والمكان، فهذه المعطيات تعكس إحدى زوايا رؤية وطن صنع التاريخ ويرتقي بالحاضر ويرسم ملامح المستقبل.