لقد حرص المؤسس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه، أشد الحرص على أن تكون وصيته لأبنائه من بعده مواصلة مسيرة البناء والنماء لخدمة أبناء وبنات هذا الوطن، والنظر في أمر المسلمين عامة، وأن "لا تأخذهم في الله لومة لائم"، وأن يقفوا دائماً على إسداء النصح لهم وإقالة عثراتهم وقضاء لوازمهم بقدْر الإمكان.
ولقد قاد الوطن بعد جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، أبناؤه البررة اللذين التزموا مبادئه وقيمه وامتلكوا من الوعي والحكمة والمسؤولية ما جعلهم يواصلون بنجاح رحلة صناعة التقدم ويحققون كل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن والمقيمين على أرضه.
واستمرت رحلة البناء واستشراف المستقبل حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله -، الذي تصاعدت فيه وتيرة الإنجازات في بلادنا رسخت أمنها واستقرارها ودفعت مسيرة تنميتها إلى آفاق جديدة من الإبداع والتطوير ووضعتها على أرضية صلبة واقتصاد متين ووحدة اجتماعية راسخة مع التمسك بعقيدتنا الاسلامية السمحة والمحافظة على أصالة المجتمع وثوابته.
لقد نذرت هذه البلاد الطاهرة نفسها على إغاثة الآخرين في شتى بقاع الأرض، ولنا في ذلك مثل يحتذى به : مركز الملك سلمان للإغاثة وما يقدمه تجاه النجدات دون أن تكون هنالك نداءات استغاثة، تترجمه النظرة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" ذلك الابن البار الذي استلهم تلك الروح الانسانية من والده المؤسس "طيب الله ثراه" ومشى على خطاها أخوته الملوك البررة من قبله "رحمهم الله".
إن احتفالنا باليوم الوطني هذا العام هو احتفال بالعديد من الإنجازات والنجاحات التي عززت مكانتها المملكة كقوة اقليمية على الصعيد الداخلي والمحلي والدولي، وخير شاهدٍ على ذلك رؤية المملكة الطموحة 2030، التي قادها سمو ولي العهد وأقرها خادم الحرمين الشريفين -حفظهم الله-، واتي تمثل مرحلة جديدة من التطوير والتحديث، وتنطلق أهميتها من ارتكازها على مكامن القوة بالاستثمار في عقول أبنائها لقيادة مستقبل هذا البلد الغالي، وصولاً لدعم العمق العربي والإسلامي وقدراته الاستثمارية الضخمة وموقعه الجغرافي والإستراتيجي.