المعاني المرتبطة في مظاهر البهجة والاحتفاء بذكرى اليوم الوطني ال 90 والتي ترصد اليوم الأربعاء في كافة أرجاء المملكة ويشارك فيها مختلف شرائح المجتمع السعودي، كما أنها تعكس ذلك التلاحم بين القيادة والشعب في المملكة العربية السعودية في مشهد معهود، منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، فإلى جانب أن المواطن السعودي يعبر عن فرحه واعتزازه إلى وطن جعله الأولوية وقدم له التضحيات المختلفة، لأنه وطن يستثمر في أبنائه ويجعل منهم ركيزة في كل مشاريعه التنموية وخططه وإستراتيجياته للتطور وتحقيق موقعه الطبيعي والرائد بين دول العالم.
وحين نمعن في هذا المشهد المرتبط بمشاعر أهالي هذه الأرض المباركة، فلعل الاحتفاء بالأمن والاستقرار هو أحد أبرز ما يصنع البهجة والسرور والبسمة على محيا الجميع في هذا الوطن الزاهر، وهنا يجب التأكيد على أن الاستقرار له مفهوم أوسع وآفاق أشمل ترتبط بجهود المملكة العربية السعودية المبذولة في تحقيقيه على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك نابع من قدرة المملكة وتأثيرها في الاقتصاد والأمن العالمي ناهيك عن كونها بلاد الحرمين الشريفين وقبلة لكل المسلمين ومقصدا لكل المعتمرين والقاصدين الحج إلى بيت الله الحرام، والزائرين لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الأبعاد تتوازى في أطرها مع سياسات متزنة وإستراتيجيات رصينة واثقة وثابتة، فالتضحيات اللا محدودة التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن والجهد المضاعف الاستثنائي الذي بذلته خلال حج هذا العام الذي تزامن مع جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19) والتي أكدت فيها المملكة قدرة تفوق كل التحديات المصاحبة لأي حدث مهما بلغ تعقيده في سبيل خدمة من عزم على أداء فريضة الحج مع ضمان سلامته وراحته، وهذا المفهوم ينعكس أيضا على الجهود التي بذلتها المملكة من خلال رئاستها لقمة العشرين في سبيل أن تبلغ كل نفس بشرية حول العالم بغض النظر عن مفارقات المكان والزمان فالأولوية دوما للمملكة تكمن في حفظ الإنسان، وهو ما يتجلى أيضا في مواقف الدولة السياسية من دعم حثيث ومؤازرة مطلقة لكل الجهود الهادفة لتحقيق السلام والمكافحة لمختلف أوجه الإرهاب، فهذه المعطيات الآنفة تجتمع كدلائل على أن الاستقرار هو نتيجة تنبع من أساس نهج ثابت للمملكة ينعكس على واقعها ويؤثر في محيطها ويحفظ أمن العالم، فلذلك كل مواطن اليوم يستدرك هذه الحقيقة ويلتحم مع قيادته ويحتفي بأغلى وطن.