دولة رائدة
من جهته، أكد الدبلوماسي اليمني السابق والباحث السياسي أحمد ناشر، أن المملكة كانت ولم تزل الدولة الرائدة في العالم الإسلامي، والداعم الأول للقضايا الاقتصادية والثقافية والدينية لها، أما ما تقدمه المملكة اليوم لشقيقتها اليمن بوجه خاص، فالمملكة منذ اندلاع الأزمة كانت أكبر الداعمين لليمن.
وأضاف: إن حديث رئيس الوزراء الراحل عبدالعزيز عبدالغني له بأن أكبر دولة تساعد اليمن هي المملكة في كافة المجالات، وأكد دور المملكة في تواجدها الدائم بجانب اليمن، وقال إن المملكة واليمن شعب واحد، ولن ينسى أهل اليمن الدعم التعليمي والتنموي، والشهداء الذين فدوا اليمن بأرواحهم لعودة اليمن حرًا آمنًا، وأن إيران لم تقدم لليمن سوى الموت، وجعلت أسلحتها وجهودها لتدمير المقدرات العربية وتدمير العراق واليمن وسوريا ولبنان، مغترة بسقوط العواصم العربية في السر والعلن.
السلام والاستقرار
وأكد ناشر أنه بعد تدخّل إيران من قِبَل عناصر مريضة باعت بلادها ومليئة بالحقد والكراهية، أصابها الغرور، وقامت إيران وعناصرها باليمن من الحرس الثوري وكذلك مستشارو حزب الله، باستعراض وتهديد الحدود، وأسقطت المدن للأسف بتواطؤ النظام السابق الذي نسي واجبه نحو مواطنيه، وطلبت الحكومة الشرعية تدخّل المملكة لإنقاذ اليمن من دولة الملالي التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، فكانت عاصفة الحزم التي أعلنت حربها مع إيران، والتي حاربت بخُبث وحقد بأطماع الإمبراطورية، وقدمت المملكة أبناءها شهداء دفاع عن اليمن والمنطقة، وقدمت الغالي والنفيس إنسانيًا عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة، بإرادة عظيمة لتوفير السلام والاستقرار في اليمن، وتشجع ذلك، ولكن إيران وعصاباتها تعرقل السلام والاتفاقيات وتريد تغيير هوية اليمن والسلام، بنظر إيران وعصاباتها، وعدم الاعتراف بالشرعية والأطراف القبلية وغيرها فقط تريد الجميع أن يعترفوا بيمن إيرانية لفئة فرضت هيمنتها بالقوة والقمع، وهذا ما يرفضه اليمنيون والمنطقة.
تجاوز الخلافات
وأضاف ناشر: إن المملكة والشرعية والأشقاء طالبوا الحوثيين بأن يكونوا ضمن الدولة كأي فصيل، وهذا ما يرفضونه، فأفشلوا كل المؤتمرات والمحاولات، مؤكدًا أن هناك الكثير من المغالطات لبعض القنوات والمنظمات حول ما يجري باليمن، وهو مرفوض، وأما ما تقوم به إيران من استخدام الموانئ وسفن الإغاثة لتهريب الأسلحة فهو أمر أصبح مكشوفًا، وكذلك استخدام المدنيين في المواقع العسكرية بأسلوب بشع وأصبحت تلك الحِيَل أوراقًا مكشوفة، مستنكرًا عدم حديث الأمم المتحدة، وهذه القنوات عن قتل تلك الميليشيات للمدنيين في تعز والحديدة وإب، وعن نهب الأموال والإغاثات والإرهاب الديني بفرض طقوس إيران الدخيلة على اليمن، مشددًا على ضرورة تجاوز الشعب اليمني للقبلية وخلافاتها والحزبية الضيقة والمكاسب الذاتية على حساب الناس والضعفاء، والتي تواجدت لإفشال دور اليمن وعودة السلام إليها، وتحرير المناطق من عصابات الإرهاب الإيرانية وطغيانها، وأن يعود المضللون المخدوعون بالشعارات الزائفة إلى رشدهم للحفاظ على استقرار وطنهم، داعيًا القيادات اليمنية للتوحد وعدم الوقوع بفخ إيران الإعلامي والمعلومات المزورة بشبكات التواصل بأسماء مزورة، وآن الأوان لمراجعة المواقف وتوحيد الصفوف، وطرد إيران وحزب الله من اليمن، وانتخابات دستورية تحدد المرحلة القادمة بدعم من المملكة ومجلس التعاون وفق القرارات المتفق عليها.
مثال يُحتذى
وهنّأ ناشر المملكة بالعيد الوطني، مشاركًا الفرحة لكل الأشقاء في المملكة والوطن العربي والإسلامي مبينًا أن اليوم الوطني للمملكة مثالٌ يُحتذى في وحدة الصف والكلمة التي يجب أن تكون منهاجًا لكل الشعوب العربية والإسلامية، وبهذه المناسبة نتقدم بالتهنئة لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وللشعب السعودي الشقيق، سائلين الله أن يحفظ المملكة واليمن من كل شر، ونسأل الله أن يجزيهم عنا خيرًا، وأن يكفينا شر إيران وعصاباتها والعناصر التي تفتح معارك جانبية للاستنزاف خدمة لإيران.
إسهامات المملكة
من جهته أشار الأكاديمي اليمني د. العزي علي البرعي إلى إسهامات المملكة في مجال التعليم بجهود عملاقة وعظيمة تستحق من كل مواطني اليمن الثناء والإشادة بها، وبحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وذلك من خلال استيعاب التعليم العام السعودي لأبناء اليمنيين في مدارس التعليم العام، وبأعداد كبيرة جدًا، بالإضافة إلى استيعاب الجامعات السعودية أعدادًا ليست بالقليلة من الدارسين اليمنيين في التعليم الجامعي والتعليم العالي (الماجستير ـ الدكتوراة)، سواء من المبتعثين من اليمن، أو من أبناء الجالية اليمنية المقيمين في المملكة، كما تقدّم المملكة العديد من البرامج التعليمية والصحية والأسرية في المناطق والمحافظات اليمنية المحررة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، في مجالات عدة شملت المساعدات الإغاثية والإنسانية والإيوائية وبرامج الإصحاح البيئي، بالتعاون مع عدد من الشركاء الأمميين والمحليين.
مساعدات إنسانية
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية الخاصة بالأطفال والنساء، قدّمت المملكة العديد من مشاريع تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والصرف الصحي والتعليم والدعم النفسي والحماية، بالإضافة إلى برامج إعادة تأهيل الأطفال المجندين، وكذلك طباعة الكتاب المدرسي، وبرامج تستهدف ربات البيوت داخل اليمن لمساعدتهن على العودة إلى حياتهن الطبيعية.
وأضاف البرعي: إن المملكة التي لم تألُ جهدًا في خدمة اليمن، ومنذ بداية الأزمة اليمنية لم تتخلَ عن اليمن في أي يوم منذ اندلاع الأزمة، وقدمت الكثير من المساعدات، وكانت في مصاف الدول العالمية، والمساعد الأول الذي مدّ كل وسائل العون إلى اليمن، وأغاثت الجرحى والمرضى والمتضررين والنازحين، وقدمت الكثير لليمنيين، مهنئًا المملكة وشعبها في اليوم الوطني، ومبينًا أن الحديث في هذا الجانب لا يكفي للحديث بإسهاب حول تلك الجهود التي تقدمها المملكة في مجال التعليم لليمن، والتي تستدعي تقديمها عبر دراسة علمية تبرز حجم تلك الأرقام والأعداد والإحصاءات في محطات لاحقة «بإذن الله».
احتضان الملايين
فيما أكد عضو مجلس النواب الشرعي مفضل إسماعيل أن المملكة تزداد يومًا بعد يوم في توطيد علاقتها باليمن التي ازدادت متانة من خلال احتضانها ملايين المغتربين والنازحين، ومن خلال ما تقوم به من دور رئيسي في استعادة الدولة اليمنية المختطفة، والتي أدت إلى امتزاج الدم السعودي بالدم اليمني، وهذا هو أرقى التعاون، وأما المجهودات الإنسانية فيما قدمته المملكة وتقدمه لن ينساه الشعب اليمني، وهو يشير إلى مستقبل أفضل، وعلاقة إستراتيجية أعمق ترسيها المبادئ والمصالح المشتركة والأخوة الصادقة، والمجاورة الخالدة، مقدمًا شكره لجميع المواقف المشرّفة التي قام بها ملك الحزم، والتي تنقل حرص المملكة الدائم على أن تكون بجانب أشقائها، وقدمت كل ما بوسعها من أجل دعم الشعب اليمني الذي كان ولا يزال رمزًا للطيبة والتفاني والإيمان في سبيل تحقيق آماله وأمته الإسلامية بأكملها، مثمنًا جهود التحالف والتي أنقذت اليمن من المنعطف الخطير الذي كانت ستقوده الميليشيات الحوثية.
علاقات أخوية
وبيّن إسماعيل أن الحديث عمّا قدمته السعودية لليمن من دعم هو حديث عن العلاقات الأخوية في أعظم تجلياتها وعن الأخوة والنصرة في أجمل صورها، وعن العروبة والإسلام في قيَمهما الأصيلة، مشيرًا إلى عدم اكتفاء المملكة بالمساندة العسكرية لليمن، والوقوف معه في محنته أمام المؤامرة الفارسية الإيرانية المتمثلة في الانقلاب الحوثي الذي يستهدف اليمن والمنطقة، بل امتدت أيادي العطاء من المملكة قيادة وشعبًا لليمن في مختلف الجوانب الإنسانية والصحية والإغاثية، سواء عبر ما يقدمه مركز الملك سلمان، من خلال حملات الإغاثة المختلفة أو عبر إقامة مشاريع المياه والمشاريع الصحية والتعليمية أو ما تقدمه المملكة من دعم للبنية التحتية، أو ما يقدمه مركز «مسام» لنزع الألغام من جهود مشكورة، مبينًا أن المملكة بما تضطلع به من دور ريادي في قيادة العالم الإسلامي تؤدي دورها في نصرة أشقائها، خاصة اليمن في جميع المجالات وهو ما يعزز أواصر المحبة بين البلدين، ويجذر مكانة المملكة في نفوس اليمنيين جيلًا بعد جيل، مقدمًا تحيته لخادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله»، ولكل شعب المملكة الشقيق، مهنئًا الجميع بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الشقيقة، سائلًا الله «عز وجل» أن يزيد هذا البلد المبارك رفعةً وسؤددًا في ظل قيادته الحكيمة، ومن مجد إلى مجد «بإذن الله».
أكد دبلوماسيون وأكاديميون يمنيون أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعاد لليمن الآمال والطموحات، ولم تزل يد المملكة ممتدة للشعب والقيادة اليمنية مقدمة أرواحها ودماءها، بل امتدت تلك الأيادي لتقديم المساعدة في مختلف الجوانب الإنسانية والصحية والإغاثية، سواء عبر ما يقدمه مركز الملك سلمان، من خلال حملات الإغاثة المختلفة أو عبر إقامة مشاريع المياه والمشاريع الصحية والتعليمية، أو ما تقدمه المملكة من دعم للبنية التحتية، أو ما يقدمه مركز مسام لنزع الألغام من جهودٍ مشكورة، مبيّنين دور المملكة في نصرة أشقائها، خاصة اليمن في جميع المجالات، وهو ما عزز أواصر المحبة بين البلدين وزرع محبة المملكة في نفوس كل اليمنيين جيلًا بعد جيل.