ووصل التوتر القائم منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والصين إلى نقطة الغليان فيما يتعلق بالجائحة، على نحو أبرز مساعي بكين لزيادة نفوذها على الساحة في تحد للزعامة الأمريكية التقليدية.
وفي إشارة واضحة للولايات المتحدة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ «ما من دولة لها الحق في الهيمنة على شؤون العالم، أو التحكم في مصائر الآخرين، أو الاحتفاظ بمزايا التطوير لنفسها».
وأضاف «كما أنه ليس مسموحا لأحد أن يفعل ما يشاء وأن يكون المهيمن أو المستأسد أو المتسيد على العالم. الانفراد مآله طريق مسدود».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن جائحة كورونا كشفت هشاشة العالم. وأضاف «اليوم، لدينا فائض من التحديات المتعددة الأطراف وعجز في الحلول المتعددة الأطراف».
واستغرق دعم دعوة من جوتيريش لوقف إطلاق النار في العالم شهورا بمجلس الأمن. وكان الهدف من الدعوة السماح للدول بالتركيز على مكافحة الوباء. وتأخر التأييد بسبب اختلاف موقفي الصين والولايات المتحدة.
وقالت شيريث نورمان شاليه نائبة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة إن المنظمة برهنت بسبل كثيرة على أنها تمثل «تجربة ناجحة» لكن «هناك أيضا أسبابا تدعو للقلق».
وأضافت «ظلت الأمم المتحدة طويلا تقاوم عمل إصلاح ذي معنى وتفتقر في أحيان كثيرة للشفافية وتخضع في أحوال عديدة لأجندة أنظمة شمولية ودكتاتورية».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن «زيادة الخلاف» داخل المجتمع الدولي نجمت عن تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لدول أخرى وفرضها عقوبات من طرف واحد، في إشارة مستترة لواشنطن.
وتابع قائلا «خطوط التقسيم أنهكت العالم، تقسيم الدول إلى هم ونحن. العالم يحتاج إلى زيادة الدعم والتعاون المتعدد الأطراف».
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مصالح الأعضاء الفردية أجبرت «في كثير من الأحيان» الأمم المتحدة على التخلف عن مثلها العليا.
وقالت أمام الجمعية العامة «أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون أن يكونوا أفضل بمفردهم مخطئون. إن رفاهيتنا شيء نتشاركه.. ومعاناتنا أيضا. فنحن عالم واحد».
وطالب عدد من الزعماء بإصلاح الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، حيث يرون أنه من غير المنصف أن تستحوذ الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وحدها على سلطات حق النقض بصفة دائمة.
وجاء الحدث الخاص، الذي انعقد قبيل الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة المقرر دون الحضور الفعلي لأي رئيس أو رئيس وزراء في نيويورك. وتم تسجيل الكلمات مسبقا وستذاع في قاعة الجمعية العامة.
وتأسست الأمم المتحدة عندما تجمعت دول بعد الحرب العالمية الثانية لمنع حدوث مثل هذه الحرب. وعلى الرغم من عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة تبنى الزعماء بيانا يوم الإثنين يعترف بوجود «لحظات من خيبة الأمل».