التهديدات الإيرانية للأمنين الإقليمي والدولي بدأت تأخذ أبعادا خطرية أكثر من أي وقت مضى، فما يقوم به نظام طهران من إرهاب متشعب عبر أذرعه في لبنان واليمن ودول عربية تتمركز فيها هذه الميليشيات التي تجد منه الدعم والتسليح في سبيل القيام بمزيد من التجاوزات والخروقات وارتكاب الجرائم الخارجة عن القوانين الدولية والأعراف الإنسانية بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة تحقيقا لأهداف أجنداته الخبيثة.
فحين نمعن فيما قاله المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، حين حذر مجلس الأمن الدولي، من أن «بقعة نفطية» شوهدت على مسافة 50 كيلومترا إلى الغرب من الناقلة المتهالكة (صافر) المتوقفة قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر منذ أكثر من 5 سنوات، وما أوضحه في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أمس، أن خبراء لاحظوا أن أنبوبا متصلا بالناقلة ربما انفصل عن الدعامات التي تثبته في القاع ويطفو الآن فوق سطح البحر، مشيرا إلى أن الناقلة «صافر» وصلت إلى حالة حرجة، وأن الوضع يشكل تهديدا خطيرا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر خاصة اليمن والمملكة، وتأكيد السفير المعلمي، أن هذا الوضع الخطير يجب ألا يترك دون معالجته.
فهذه المعطيات تصور أمامنا أحد أطر تلك التهديدات النابعة من سلوك جماعة الحوثيين إحدى الأذرع الإرهابية التابعة لإيران والتي لم تقتصر جرائمها على إلحاق الضرر وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، بل هاهي وعن طريق ممارساتها مع ناقلة صافر تصنع تهديدا واسع الأفق والذي كما حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن «صافر» يمكن أن تسرب ما يصل إلى 4 أمثال النفط الذي تسرب من الناقلة «إكسون فالديز» عام 1989.
فعليه لم يعد هناك أي خيار أمام المجتمع الدولي من ضرورة اتخاذ موقف رادع لهذه التهديدات الإرهابية والسلوك الإيراني اللامسؤول الذي يخشى أن يخلف آثارا أكثر خطورة وشراسة واتساعا في حال لم يتم التصدي لهذه التجاوزات، فالتهديد لم يعد مقتصرا على حدود أو أطر معينة، بل بات يتسع ليطال مختلف أسباب الاستقرار الإقليمي والدولي الاقتصادية والأمنية والإنسانية.