عودة السياحة.. والسلام نظر

منذ بداية القرن العشرين إلى وقتنا الحالي شهد قطاع السياحة تطورا كبيرا في اتساعه، حيث تعد السياحة أحد الأنشطة الاقتصادية الهامة من ناحية والترفيهية من ناحية أخرى، وقد اعتاد الكثير من الأشخاص على قضاء عطلاتهم في التنقل والسفر بين البلدان، للاستجمام ولقضاء أوقات ممتعة في أماكن جديدة عنهم.
حيث تقول «مريام بيرد» السفر بالتأكيد أهم من مجرد مشاهدة المعالم الشهيرة، إنه التغيير العميق والدائم في رؤيتنا للحياة. ولكن عجلة السياحة توقفت يا مريام مع بداية العام الميلادي الجاري.. بسبب كوفيد ١٩.
ومع انتشار فايروس «كورونا» كان من الطبيعي أن تتأثر السياحة بأكثر من شكل. فمن ناحية ضرب الفيروس الاقتصاد العالمي ضربة مؤثرة لا يزال صداها يتردد حتى اليوم. ما أثر على الاختيارات المالية للأفراد وحتى المؤسسات. وبدلا من الميزانيات التي كان البعض يخصصها للسفر لأوروبا وغيرها من المناطق أصبحت الأولوية بالإنفاق على شراء المطهرات والكمامات وغيرها من المستلزمات الطبية.
اليوم، المشكلة الاقتصادية لم تعد هي الوحيدة. فهناك تغيرات دائمة حدثت في مجال السفر وإجراءات ركوب الطائرات والمواصلات العامة والخاصة حولت السفر لمهمة شاقة بدلا من كونها متعة بحد ذاتها.
حاليا، تفرض شركات الطيران والسفارات ضوابط عدة عند التقدم لها بالحصول على التأشيرات أو إصدار تذاكر السفر، حيث تلزم العديد من شركات الطيران المسافرين بالحصول على تحليل يثبت الخلو من «الفايروس» قبل صعود الطائرة وغيرها من الضوابط الأخرى.
ومع العودة التدريجية للسياحة ولقطاع الطيران في الفترة الماضية.
داخليا، اتجهت بوصلة السعوديين نحو الجنوب وكان لعروس الجبل «أبها» النصيب الأكبر من السياح بسبب اعتدال مناخها والجمال الطبيعي الذي تتميز به. حيث تهافت العديد لزيارة القلاع الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى متحف «رجال ألمع» و«السودة» ومركز الملك فهد الثقافي وغيرها الكثير.
أما من يعشق البحر والشاطئ فكانت وجهته نحو «أملج» وهي من المدن السعودية ذات الموانئ الجميلة على البحر الأحمر، والتي بها العديد من الجزر التي يمكن للسياح الذهاب إليها.
أما على الصعيد الدولي، فبادرت إيطاليا بفتح حدودها مع سياح الدول الأوروبية دون حجر للزوار الأجانب، وذلك لإنقاذ اقتصاد السياحة فيها بعد تأثره بشكل كبير. ومن جانب آخر قامت البرتغال بفتح شواطئها للترفيه وإنعاش السياحة الداخلية مع استخدام بعض التطبيقات الإلكترونية التي توضح للزوار المناطق المزدحمة عن غيرها من المناطق لتلافيها.
الأمل في عودة السياحة من جديد كما عهدناها لا يزال موجودا فيوما بعد يوم يتشجع الناس من كل مكان حول العالم إلى زيارة المدن السياحية.
كل ما علينا القيام به للتغلب على مشكلات السفر في زمن «كورونا» هو الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، والمراهنة على وعي الأفراد للعودة للحياة الطبيعية، مع أخذ إجراءات السلامة بشكل فردي. من ارتداء الكمامات الطبية في الأماكن العامة وتجنب المناطق المزدحمة وعدم الاقتراب من الآخرين ومصافحتهم، واعتماد مبدأ «السلام نظر» ومع تمنيتنا للجميع برحلة سعيدة.
@Abdul85_