أخيراً إن ما يجب أن نعلمه ونستفيده من ذكر هذه التجربة المريرة دون شك أهمية التوحد وأهمية الوقوف صفاً واحداً، وأن اتّباع هذا النهج هو السبيل الوحيد لانتصار أي قضية، وكذلك في المقابل معرفة أن الصراع والخلاف بين أبناء القضية الواحدة مصيره تدمير هذه القضية وهلاك عدالتها ومشروعيتها مهما حاولت الأطراف الخارجية عرض أي حلٍ على أصحابها. وأقول ختاماً إن من لم يتعلم من تجارب غيره سيفشل دون شك إذا وقع لا قدّر الله في مثلها، فالعاقل من يتعظ من مصائب غيره وبالعودة إلى قضية فلسطين وأهلها يجب أن يعلم كافة الفلسطينيين أن حلّهم الوحيد المنجي لهم ولقضيتهم يكمن فقط في توحدهم وتكاتفهم وتفهم الواقع كما هو، والعمل على إدراك ما هو ممكن وقابل للحدوث وما هو مجرد أحلام لم يستطع أي فصيل من فصائلهم طوال تاريخه تحقيق أي حلمٍ منها، وأن التعلق بالأوهام النرجسية لن يحقق أي إنجاز يذكر سواءً لهم أو لقضيتهم.
تقول تجارب الحياة والتاريخ إن في الاتحاد قوة وفي التشرذم والخلاف سلاح إصابته المؤكدة تدمير وهلاك أي مجتمع يحلّ به والحالة الفلسطينية خير شاهد على ذلك، ومن المفارقات المؤلمة في هذا الشأن أن خلافاتهم هذه جعلت عدائهم بدلاً من أن يُوجّه نحو عدوّهم الواضح البيّن ألا وهو إسرائيل المتسببة في وجود وخلق مأساة ونكبة فلسطين من الأساس، والتي من المفترض أن يُوحّد وجودها وجودهم وجهودهم إلا أن ما رأيناه ومازلنا نراه قائماً على أشدّه فيما بينهم هو فقط الخلاف والعداء المتبادل، الأمر الذي جعل النتيجة الطبيعية لمثل هذا الحال ضياع هذه القضية وجعلها فريسة التهميش والتجاهل من قبل المجتمع الدولي بأسره، وجعل شعبها مصيره أولاً بغض بعضه لبعض وثانياً التشرد في مختلف أصقاع المعمورة من جهة ومن جهة أخرى هلاك وضياع كافة طموحات وآمال البقية الباقية منهم في فلسطين، والتي كان ومازال سبب بقائها الوحيد في فلسطين ليس في معظمه الرغبة في الدفاع عنها أو المحاولة الجادة لتحريرها، وإنما هو فقط ظروفهم المادية المزرية التي حالت وبشكل رئيس دون تحقق لجوئهم لملاذ آخر يتحقق لهم فيه الأمن والأمان والعيش الكريم، وذلك بعد أن يئس معظمهم وفقد أي أمل في استرجاع ولو النزر اليسير من أرضه المسلوبة، وذلك كُلّه بسبب كل الصراعات المعروفة والمعهودة بين قادته المشار لها سابقاً والتي فرقتهم وحرفت بوصلة هدفهم المبدئي، الذي بدلاً من أن يكون السعي لتحرير بلدهم أو استرجاع ما يمكن استرجاعه منه أصبح فقط السعي لإنتصار بعضهم على بعض حتى لو كان ذلك على حساب مصالح شعبهم المحقة وتطلعاته المشروعة.
ولقد عايشت أمثلة دالّة ومؤكدة على وجود هذا الصراع الداخلي الفلسطيني بين قادته وفصائله والمنضوين تحت ألويتها أثناء فترة وجودي خارج البلاد في إحدى الدول الغربية وكان هذا الأمر أمرا طارئا عليّ وكنت أستغربه وأستهجنه، وأشرت سابقاً إلى حلول كثيرة تم طرحها على الفلسطينيين في ظل اقتناع الفلسطينيين أنفسهم بأن الحل المسلح أصبح مستحيلا ولا يمكنه تحقيق آمالهم وطموحاتهم، حيث عُرض عليهم أولاً حل التقسيم بما يعادل ٥٠٪ من أرض فلسطين التاريخية، تلا ذلك عرض اتفاق عام ١٩٦٧م ثم عرضت عليهم بعد ذلك المبادرة العربية للسلام عام ٢٠٠٢م إلا أن جميع هذه الحلول تم رفضها فلسطينياً بشكل خاص رغم اقتناع الغالبية منهم بأن الحل السلمي لقضيتهم.
أخيراً إن ما يجب أن نعلمه ونستفيده من ذكر هذه التجربة المريرة دون شك أهمية التوحد وأهمية الوقوف صفاً واحداً، وأن اتّباع هذا النهج هو السبيل الوحيد لانتصار أي قضية، وكذلك في المقابل معرفة أن الصراع والخلاف بين أبناء القضية الواحدة مصيره تدمير هذه القضية وهلاك عدالتها ومشروعيتها مهما حاولت الأطراف الخارجية عرض أي حلٍ على أصحابها. وأقول ختاماً إن من لم يتعلم من تجارب غيره سيفشل دون شك إذا وقع لا قدّر الله في مثلها، فالعاقل من يتعظ من مصائب غيره وبالعودة إلى قضية فلسطين وأهلها يجب أن يعلم كافة الفلسطينيين أن حلّهم الوحيد المنجي لهم ولقضيتهم يكمن فقط في توحدهم وتكاتفهم وتفهم الواقع كما هو، والعمل على إدراك ما هو ممكن وقابل للحدوث وما هو مجرد أحلام لم يستطع أي فصيل من فصائلهم طوال تاريخه تحقيق أي حلمٍ منها، وأن التعلق بالأوهام النرجسية لن يحقق أي إنجاز يذكر سواءً لهم أو لقضيتهم.
أخيراً إن ما يجب أن نعلمه ونستفيده من ذكر هذه التجربة المريرة دون شك أهمية التوحد وأهمية الوقوف صفاً واحداً، وأن اتّباع هذا النهج هو السبيل الوحيد لانتصار أي قضية، وكذلك في المقابل معرفة أن الصراع والخلاف بين أبناء القضية الواحدة مصيره تدمير هذه القضية وهلاك عدالتها ومشروعيتها مهما حاولت الأطراف الخارجية عرض أي حلٍ على أصحابها. وأقول ختاماً إن من لم يتعلم من تجارب غيره سيفشل دون شك إذا وقع لا قدّر الله في مثلها، فالعاقل من يتعظ من مصائب غيره وبالعودة إلى قضية فلسطين وأهلها يجب أن يعلم كافة الفلسطينيين أن حلّهم الوحيد المنجي لهم ولقضيتهم يكمن فقط في توحدهم وتكاتفهم وتفهم الواقع كما هو، والعمل على إدراك ما هو ممكن وقابل للحدوث وما هو مجرد أحلام لم يستطع أي فصيل من فصائلهم طوال تاريخه تحقيق أي حلمٍ منها، وأن التعلق بالأوهام النرجسية لن يحقق أي إنجاز يذكر سواءً لهم أو لقضيتهم.