وهذه الأيام نعيش مناسبة مشرقة ومبهجة ألا وهي (اليوم الوطني) لبلادنا العزيزة، ولمعشوقتنا الأبدية، وهو يوافق (23) من سبتمبر من كل عام. وهذا اليوم يحمل في طياته ذكرى التسعين سنة لتوحيد الدولة تحت اسم (المملكة العربية السعودية) والذي حدث في عام 1351 هجري على يد القائد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ومنذ ذلك الحين والوطن يعيش بفضل الله نعمة الأمن والأمان والاستقرار. والمملكة منذ توحيدها ما زالت مستمرة في النمو والتطور والازدهار في مختلف القطاعات والمجالات التنموية والاقتصادية.
ولا شك أن رؤية الوطن (2030) تؤكد على مواصلة التطور والنمو في عدة اتجاهات حيوية لترسم ملامح المستقبل من أجل أن تكون المملكة العمق العربي والإسلامي، وقوة استثمارية رائدة، ومحور ربط القارات الثلاث، وذلك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-. والرؤية بمحاورها الثلاثة (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) تتناغم مع شعارنا في اليوم الوطني (همة حتى القمة). وفي سيرنا نحو القمة يتحلى الوطن بروح العزيمة، وبخطوات رائدة لتحقيق نهضة شاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
وفي يومنا الوطني نفتخر بالنموذج والتعامل الراقي والإنساني للمملكة خلال جائحة (كورونا) حيث إنها جعلت صحة المواطن والمقيم على هرم الأولويات. حيث قدمت العلاج للجميع بلا استثناء خلال هذه الأزمة، وجعلت المعيار هو الإنسان بحد ذاته، وتفوقت على الكثير من الدول حول العالم بما قدمته من شفافية ووضوح وصرامة في تطبيق الاحترازات. وهذا مدعاة الاعتزاز بهذا الوطن الإنساني الكبير.
والوطن يفتخر دوما بأبطالنا المرابطين على الحدود، والذين يسهرون للدفاع عن مملكتنا الحبيبة، فها هم يبذلون الغالي والنفيس، ويقدمون أروع وأثمن التضحيات من أجل أن ننعم جميعا بعد فضل الله بالأمن والأمان في أحضان وطننا.
والوطن يعتز بعطاءات وبتضحيات القوات المسلحة ورجال الأمن في مختلف القطاعات العسكرية الذين يبذلون جهودا عظيمة وباسلة في كل حين ووقت لحماية الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه.
والوطن يمتدح أبطال الصحة فيما بذلوه وقدموه من تضحيات خارقة، وعمل مضن وشاق في تفان وإتقان خلال هذه الجائحة. وهم رسموا صورا خالدة من التضحيات الغالية بالنفس والجهد للحفاظ على صحة وسلامة الإنسان.
وفي يومنا الوطني لنتذكر أن المواطن والوطن أثبتا خلال الجائحة أنهما يد واحدة متماسكة ومتعاونة بالالتزام بالتعليمات والاحترازات والإرشادات الصحية والأمنية من أجل سلامة وصحة وأمن الوطن.
وفي هذه المناسبة الغالية لنتذكر أيضا أن المواطن الفعال هو الذي يعتقد ويعمل على أن يكون له دور في بناء الوطن وتماسكه مهما كان مكانه وعمله حيث تجمعه روح الجماعة ومصلحة الوطن الكبرى. وفي ذلك تفعيل وتطبيق لمبدأ الجسد الواحد في كل الظروف والأزمات والمناسبات، (فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يرتكض) كما جاء في الحديث النبوي الشريف.
abdullaghannam@