لا أعرف تحديدا لماذا أربط معاناة هذا الأملح المضراوي.. بالإنجازات والألقاب.. حيث تشكلت في مخيلتي قناعة مفادها أن المعاناة والألم في الألعاب الفردية والألعاب المختلفة يولد من رحمها الإنجازات والبطولات.. فمعظم الأندية التي لا تمتلك المال.. ولا تجد قوت موسمها تبدع في الألعاب المنسية.. بل وتتألق وتصل لأبعد مدى!!
مضر.. هذا الاسم الذي أدخل مفهوما جديدا للغة التحدي في عالم المعاناة.. وهو الذي طوع الصعوبات.. وسفلت المستحيلات.. واستبدل الشوك بالورد على جنبات الطرق التي تسير فيها عربة «القديح» ذات الوقود القليل.. والهمة الكبيرة لقطع مسافات وأميال للوصول إلى كنز الذهب!!
اليد المضراوية ما زالت هي القصة الأكثر قراءة عند الجمهور.. والأكثر تشويقا في فصولها وأحداثها ودرامتها.. وهي الأقوى والأميز.. وهي اللغة التي تتحدث بفصاحة داخل الصالات.. تقرأ شعرا ونثرا.. وتكتب الرواية والقصة.. وتجيد سرد الخواطر.. ولها قافية في الشعر يتعذر على الآخرين الإتيان بمميزاتها!!
مضر.. هذا الاسم يبعث على التفاؤل في الحياة.. فلا صعوبات تعيق مسيرته.. ولا إغراءات تغزو نجومه.. ولا إخفاقات تجعله يسقط ولا ينهض.. فهو فريد في إنجازه وإخفاقه.. سقوطه أيام وتفوقه شهور وسنين.. وحصد الألقاب.. برهان على قوته في تحويل ضعفه إلى قوة في وقت وجيز جدا!!
يد مضر عرفناها قوية.. لا تحني رأسها للعواصف.. وتحصد الألقاب بسواعد رجالها ووقفة جمهورها!!
مضر حكاية جميلة جداً في كرة اليد السعودية.. فهي التي عزفت لحن الألقاب المحلية والخارجية في زمن قياسي جداً!!