والوطنية بين القيم والفضائل التي فُطِر عليها الإنسان، فإن تعزيز مفهوم الانتماء بالنسبة للطفل هو بداية بناء المنظومة الوطنية. أيها المُربي والمُعلِّم الفاضل، جميل أن تُركِّز أولاً على معادلة الانتماء بجميع عناصره. وكيفية تكوينه وتشكيله ليكون جزءا من كُل لخلق قوة مصدرها رابطة الانتماء. ثانياً، الولاء ولا ولاء دون انتماء فهو مرتبط بعاطفة الإنسان فالحُب والعطاء والإخلاص وغيرها عبارة عن دوافع لفضيلة الولاء.
ثالثاً، الدفاع بِشرف عن هذا الوطن وهنا أتحدث عن كيفية الذود عن الوطن وحماية معطياته من ممتلكات ومجد أجداده. فدفاع المواطن عن وطنه دليل على حِس الوطنية والقوة وتقديم التضحية ليكسب شرف المواطنة بحق. رابعاً، الإعمار والذي يعتبر الجزء المُكمل لوطنية الإنسان في حاضرة ومستقبله. فالوطنية الحق عبارة عن عملية مستمرة ومتوارثة عبر الأجيال وإعمار الوطن جزء من استدامة الوطن. ولشرح كل ما تم ذكره لأطفالنا، علينا أن نبدأ بقصص من التاريخ عن علاقة الإنسان بهذا الكوكب وكيفية تسخيره لصالحه. مع الإشارة بأهمية استخدام الأدوات التي وهبها الله تعالى لذلك الإنسان من عقل وقلب. ثم التدرج بتاريخ الأوطان وكيفية تأسيسها وحجم التضحيات التي قدَّمها الإنسان المواطن لبقاء وطنه. وأخيراً، الإشارة بالبطولات والصراعات التي خاضها أجدادنا لبناء مجد أوطانهم والحفاظ على مستقبل الأجيال بكل شرف وأمانة.
ونحن في هذه المملكة الغالية التي تأسست على يد رجال شهد لهم التاريخ بالعزة والحزم وإعلاء كلمة الحق والاجتهاد في نشر العدل وردع الظلم بعون من الله تعالى. فمملكتنا ورجالها مجموعة من القصص التي مَنَّ الله تعالى بها علينا لتكون علما من العلوم الإنسانية والتربوية والعسكرية والاقتصادية وغيرها ليستخدمها المُربي والمعلم لبناء منظومة وطنية سليمة في أطفالنا ليتباهوا بسلامة وطنيتهم في يومهم التاريخي.
FofKEDL@