قد تختلف المشاعر بين شخص وآخر نتيجة العديد من المواقف التي قد تواجههما في هذه الحياة فتعيد بذلك صياغة منزلة هذا ومكانة ذاك في العلاقة أيا كان مفهومها ومهما كانت أبعادها التي قد تنتهي في أي لحظة نظرا لما أسلفته من متغيرات فسيولوجية طبيعية قد يمر بها الإنسان فتتحول المحبة إلى كراهية أو العكس، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجذر والمنبع والأصل فإننا نصطدم بقاعدة لا تقبل التغيير أو التحريف أو حتى النقاش في مدى صلابة تلك المشاعر التي توهجت منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا ولن تنطفئ أبدا حتى نغمض أعيننا للأبد.
يكتسح اللون الأخضر قلوبنا قبل شوارعنا ومبانينا، ويتجدد ضخ عهد المحبة لوطننا الغالي في عروق جسدنا قبل أن تنطق به ألسنتنا أو تشدو به أصواتنا، فترتفع بذلك مواويل فخرنا التي وصل صداها للعالم أجمع، ولتعلم المعمورة بأن عروسنا زفت للمرة التسعين وهي في أبهى حللها وأسمى آيات رفعتها التي تعلو يوما بعد يوم، فمن يضاهي كل من هو على أرضها الآن في الفرحة التي لامست عنان السماء ومن يجاريه في الرغبة التي تبحث عن وسيلة قادرة على أن تعبر عما يكنه كل ابن لهذا البلد في داخله لهذا الكيان العظيم وهذه الأم المعطاء التي لم تبخل يوما على أولادها أو على كل من استجار بها فأجارته.
لا مجال للإنكار بأن هناك الكثير ممن يتمنى لو أنه في أحضان هذا البلد الذي يستمد قوته ومكانته من قادته الحكماء، كما أن المعالجات التي حصلت في البلاد خلال جائحة كورونا رفعت سقف الرغبة في ذلك وغيرت الكثير من النظريات المضللة عما تملكه السعودية من إمكانيات وإستراتيجيات أصبحت نهجا يطبق في الكثير من الدول وخارطة طريق معتمدة لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر، وهذا ما يجعلنا نقف عاجزين عن التعبير أمام هذا الصرح الذي يشع بنوره لمن يطلب منه «شمعة»، ويضرب بيد من حديد كل من حاول أن يخفي هذا الوهج الشاسع بيديه الصغيرتين.
بكل فخر وانتماء نردد بصوت واحد «يا بلادي واصلي» ونسعى جاهدين أن نكون عجلة لا تتوقف في سبيل أن نرتقي بهذا البلد، ولنا في بعضنا العديد من الأمثلة المشرفة التي ساهمت في أن يصدح اسم المملكة العربية السعودية في أرجاء العالم ونسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين من كل مكروه، ويديم عليها أمنها وأمانها إنه على ذلك لقدير.
11Labanda@