ولفت الكاتبان إلى أن كثيرًا من هذه الأدوار تعزى لآبي نفسه وللنفوذ الإستراتيجي الذي استطاع تنميته.
ومضيا بالقول: لكن استقالته، التي أُعلن عنها الشهر الماضي لأسباب صحية، قد تجعل اليابان أقل أمنًا وتجعل التحالف الأمريكي - الياباني غير مستقر.
وأردفا: رغم الانخفاض الأخير في معدلات شعبيته، قدّم آبي نموذجًا للقيادة الثابتة، وحظي بتأييد سياسي في اليابان لمعظم فترة ولايته التي استمرت 8 سنوات تقريبًا.
وتابع: على الأرجح سيحظى خليفته، الذي من المتوقع أن يختاره الحزب الليبرالي الديمقراطي هذا الشهر، برأس مال سياسي محدود، وربما يلعب ببساطة دور القائم بالأعمال حتى ينتخب الحزب رئيسًا جديدًا العام القادم.
وبحسب الكاتبين، تشمل البدائل المحتملة أمين مجلس الوزراء يوشيهيدي سوجا، ووزير الخارجية السابق فوميو كيشيدا، ووزير الدفاع تارو كونو، ووزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا.
وأردفا بالقول: أيًّا كان الذي سيخلف آبي، فمن الواضح أنه في ظل ترنّح اليابان من وباء كورونا والاقتصاد المتعثر الذي يعاني رسميًا من الكساد، سيتعيّن على رئيس الوزراء المقبل أن يكرّس المزيد من الانتباه للسياسة الداخلية، والقليل لقضايا الأمن القومي والتحالف الأمريكي - الياباني.
وتابعا: نفذ آبي سلسلة من الإصلاحات الأمنية المهمة، حيث أعاد مجلس الوزراء تفسير الدستور المسالم بنجاح لتمكين اليابان من ممارسة حقها في الدفاع الجماعي عن النفس، كما قام بتحديث المبادئ التوجيهية للتعاون الدفاعي وضوابط تصدير الأسلحة، وصاغ أول إستراتيجية أمن قومي لليابان، وأسس أمانة للأمن القومي.
وأشارا إلى أن تلك التغييرات عززت وضع اليابان وحصَّنت التحالف، ومن الصعب تخيُّل أن خليفة آبي سيمتلك أجندة أمنية بهذه الأهمية أو القدرة على تنفيذ مثل تلك الإصلاحات الطموحة.
ومضيا بالقول: خلال حكم آبي، أصبحت اليابان أكثر مشاركةً على الساحة الدولية، حيث قاد منطقة الإندوباسيفيك إلى صياغة اتفاقية تجارة حرة شاملة، وهي الاتفاقية التي صمّمتها واشنطن في البداية كالشراكة العابرة للمحيط الهادئ، لكن الرئيس ترامب تخلّى عنها لاحقًا.
وتابعا: تبنّت الولايات المتحدة مفهوم آبي عن منطقة الإندوباسيفيك الحرة والمفتوحة. وساعد تواصله مع أستراليا والهند في إحياء الحوار الأمني الرباعي، وهو عبارة عن تجمّع إستراتيجي يضم الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان. كما عزز تواصله مع أوروبا وجنوب شرق آسيا العلاقات مع الشركاء المهمين الآخرين.
وأردفا: ربما يكافح خليفة آبي في تحقيق مثل هذه النجاحات الإستراتيجية.
وأضافا: كان آبي داعمًا متحمّسًا للتحالف بين واشنطن وطوكيو، رغم انتقاد الرئيس ترامب المتكرر لليابان، كما كان بارعًا في التواصل مع ترامب مبكرًا وكثيرًا.
وقالا: بسبب دبلوماسيته البارعة، كان آبي الزعيم الوحيد من مجموعة السبع الذي يتمتع بعلاقة إيجابية بشكل مستمر مع ترامب، ومن غير الواقعي توقع أن يقيم خليفة آبي نفس النوع من الوئام الشخصي مع ترامب. ربما لا يكون رئيس الوزراء الياباني القادم صبورًا بنفس القدر مع الولايات المتحدة، لا سيما إذا استمر ترامب في انتقاد اليابان.
ولفتا إلى أنه من سوء الحظ أن يأتي تغيّر القيادة في اليابان في وقت حرج للتحالف، حيث يوشك الحليفان على الدخول في معركة كريهة، وغير ضرورية حول دعم الدولة المضيفة، وهو عنصر مهم في الدعم المالي الياباني للقوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في اليابان.