فوطني مثل أمي..اعتاد أن يعطي بلا كلل ولا ملل ودون أن يمن أو يستكثر.
فالتعليم على سبيل المثال كان مبنيا على أسس قوية إيمانيا وعلميا، كما كان مجانيا من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، أما في المرحلة الجامعية فقصة أخرى، إذ توفر السكن الداخلي المجاني للإقامة كما كانت تذاكر الطيران الظهران - الرياض (مقر الجامعة آنذاك) مجانا، إضافة إلى المواصلات والوجبات وفوق هذا كانت تصرف مكافأة شهرية تضفي البهجة على النفس وتشجع المتردد على إكمال تعليمه، وبعد التخرج قدم الوظائف وبمرتبات عالية..
ويستمر الدعم والعطاء أجيال وأجيال، فهاهم أولادنا اليوم يتمتعون بميزات وخدمات أكبر، فكان الابتعاث لتلقي التعليم الجامعي والدراسات العليا مجانا في الوقت الذي كان غيرهم من الطلاب في العالم يقترضون من البنوك لتسديد رسوم التعليم، فيتخرج الطالب مثقلا ظهره بالديون التي عليه سدادها في بداية حياته العملية.
وطني مثل أمي.. يقدم المثال في السمت والقيم العالية، فيهب لمساعدة المحتاج ويدعم الجيران ويقف مع القاصي والداني ليجبر الخواطر وليقي الشعوب من نزلات الكوارث وآثار الحروب.
وطني مثل أمي.. يحميني ويشعرني بالأمن والأمان ولا يتردد أبدا في تقليم مخالب من يتقدم خطوة نحوي بأي اعتداء كائنا من كان.
وطني مثل أمي.. يهتم بصحتي ويقدم الدواء وإذا عز العلاج تكفل به خارج البلاد مجانا.
وطني مثل أمي.. إلا أنه متجدد، تجري في عروقه الدماء الشابة التي تتعهد أهدافه بالتحديث والتطوير، فتنهض به في كل مجال، ليقف شامخا متصدرا دول العالم.
وطني مثل أمي.. لا أستطيع أن أصف مهما حاولت مشاعري اتجاهه أو مدى حبي وتعلقي به أو اعتزازي وفخري بأني أنتمي إليه.. بأني أحمل الهوية الوطنية التي تحمل اسمه والتي أشعر بأني محظوظة كوني سعودية..
رعاك الله يا وطني ودمت عزيزا مهابا..
وزادنا وفاء وحبا وعطاء علنا نرد قليلا من الكثير الذي قدمت.