وقالت الزمزمي: إن المعايير الحالية لتقييم ألم حديثي الولادة غير دقيقة، لأنها تحصل على فترات متقطعة، وبالتالي فإنه من الصعب معرفة متى بدأ الطفل بالتألم، أو إذا كان هذا الألم سيحصل في المستقبل، والتحديات التي يواجهها الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تشمل إستراتيجيات جديدة لمعرفة اللحظات التي يبدأ فيها الطفل بالتألم، وتجنب الألم بشكل استباقي، بالإضافة إلى أساليب أكثر موثوقية لتقييم الألم وإدارته.
أهداف عدة
وأبانت أنها خلال مشروع الدكتوراة، قامت بمراجعة الطرق المستخدمة حاليا في المستشفيات للتعامل مع ألم حديثي الولادة، واقترحت استخدام طرق الذكاء الاصطناعي العاطفي لتحقيق الأهداف التالية: مراقبة حالة الطفل على مدار الساعة، تقييم الآلام التي يشعر بها الطفل، وإشعار الطاقم الطبي في نفس اللحظة التي يتألم فيها، والتنبؤ بالألم قبل حدوثه عن طريق استخدام ومراقبة التغير في الإشارات السلوكية «حركات الوجه والجسم ودرجة البكاء»، والفيسولوجية «التغييرات الدماغية والعلامات الحيوية»، وبالتالي يستطيع الأطباء التصرف وإعطاء مسكنات الألم المناسبة.
محليا وعالميا
وأخبرت عن مقترح رسالتها للدكتوراة والبرنامج الذكي الذي نتج عنه النشر في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية، بالإضافة إلى العديد من المجلات العلمية، ولاقى قبولا واسعا بين العديد من الأطباء داخل وخارج الولايات المتحدة في دول كالهند والصين، كما حصل البحث على جائزة أفضل بحث في كلية الهندسة والتقنية بجامعة جنوب فلوريدا عام ٢٠١٦، وحصلت رسالة الدكتوراة في عام ٢٠١٩ على جائزة أفضل بحث دكتوراة من
Computational Life Sciences، IEEE Computer Society.
البحث الأول
وقالت إنه يعد البحث الأول من نوعه، مبينة أن قراءة وتنبؤ مشاعر البشر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مضيفة: كل البرامج الذكية السابقة لبحثي صممت في بيئة مقيدة لفئة البالغين وليس الأطفال، بالرغم من أن الأطفال بحاجة أكبر لهذه الأجهزة حيث إنهم لا يستطيعون التعبير عن الألم والمشاعر لفظيا، علاوة على ذلك فإن البرامج الذكية السابقة لبحثي استخدمت sensors مثبتة على جسم الطفل لقياس العلامات الحيوية فقط أو ميكروفون فقط لقياس وتقييم درجة بكاء الطفل.
نظام ذكي
وقالت عن رسالتها: كانت رسالتي أول من يقترح ويصمم نظاما ذكيا يستخدم العديد من العلامات الحيوية بالإضافة إلى الصوت، وتعابير الوجه، وحركة الجسم «multimodal» للمراقبة والتنبؤ بآلام الأطفال في وحدة العناية المركزة، بالإضافة إلى أن البرنامج الذكي المقترح في رسالتي لا يحتاج إلى تثبيت أي أجهزة او حساسات sensors على جسم الطفل، بل يعتمد بشكل كامل على الكاميرا لقياس العلامات الحيوية، مثل الصوت، وحركة الجسم، وتعابير الوجه.
أطفال التوحد
واستأنفت، بقولها: أعمل حاليا في المعهد الوطني للأبحاث الصحية التابع للحكومة الفيدرالية الأمريكية على تصميم وتطوير جهاز ذكي يساعد الأطباء في المستشفيات والآباء في البيوت على التعامل مع أطفال التوحد، إذ من المعروف علميا أن أطفال التوحد يعانون صعوبة في معالجة وفهم مشاعرهم بالإضافة إلى مشاعر الآخرين، نظرا لأن الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون غالبا صعوبة في قراءة مشاعر الآخرين، فقد يكون من الصعب عليهم التفاعل بشكل مناسب في المواقف الاجتماعية، أيضا، قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التعرف على تعابير وجه الأشخاص أو نبرة صوتهم أو لغة جسدهم.
تفاعل وتواصل
واستكملت: نعمل حاليا على تصميم وصناعة برنامج ذكي «يستخدم بيانات الفيديو والصوت» مثبت على روبوت لمراقبة وقياس نسبة تفاعل الأطفال المصابين بالتوحد خلال التواصل مع الآخرين، أو خلال نشاط أو تمرين معين، إذا بدأت نسبة التفاعل والانتباه بالانخفاض، فإن الروبوت يساعدهم على إعادة تركيزهم لفترات زمنية أطول خلال فترة التجريب أو الاختبار، وتمكن الروبوت الذكي من المراقبة والتنبؤ بمستوى التفاعل، والانتباه لأطفال التوحد وإعادة تركيزهم بنسبة ٩٤ ٪.
وأثبتت النتائج الأولية أن الجهاز الذكي المثبت على الروبوت زاد من مستوى تركيز وتفاعل أطفال التوحد، وساعدهم على أن يصبحوا أكثر تعاطفا مع الآخرين وأكثر تفاعلا مع أشقائهم وأولياء أمورهم أيضا.