DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«التعليم» تتراجع.. والاختبارات حضوريا في «الأهلية»

مختصون وأولياء أمور: العودة لمقاعد الدراسة قرار عصيب في ظل «كورونا»

«التعليم» تتراجع.. والاختبارات حضوريا في «الأهلية»
قالت استشاري الباطنة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى، المشرف على قسم مكافحة العدوى والوقاية من الأمراض المعدية في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود د. فاطمة الشهراني، إن قرار العودة لمقاعد الدراسة من عدمه في الوقت الراهن، صعب، خاصةً مع اقتراب فصل الشتاء، الذي قد تتزايد فيه حالات «كورونا»، بالإضافة للإنفلونزا الموسمية، مشيرة إلى أن الدراسة عن بُعد، خيار آمن حاليًا على الطلاب وأسرهم، حتى يتم اكتشاف لقاح آمن وذي فعالية ويتم اختباره لتأكيد مأمونيته.
وأضافت إنه في حال إقرار عودة الطلاب لمقاعد الدراسة، سيكون وفق اشتراطات احترازية مشددة، وليست كما كانت في السابق، وسيضع المسؤولون في وزارتي الصحة والتعليم والجهات المعنية، السلامة العامة للجميع، ضمن أولوياتهم.
وأوضحت أن التزام المجتمع خلال الفترة الماضية، أسهم بشكل كبير في انخفاض عدد الحالات بشكل ملحوظ، مطالبةً بالاستمرار على ذلك، حتى لا تكون هناك موجة ثانية، مثلما حدث في بعض الدول الأوروبية.
ودعت كل مَنْ يشعر بأعراض الفيروس، للتوجه لمراكز الفحص المتوافرة في جميع مناطق المملكة؛ لحماية نفسه ومجتمعه، إضافة إلى عدم التجمع في مواقع مغلقة دون تباعد؛ لضمان سلامة الجميع، وتخفيف الضغط على الكوادر الطبية في المراكز والمستشفيات.
تباينت ردود الفعل في أوساط المجتمع بعد قرب انتهاء المدة المقررة للدراسة عن بُعد، حيث صرح مساعد مدير مكتب التعليم بحي النسيم بالإدارة العامة لتعليم جدة د. مخضور الجدعاني، بأن وزارة التعليم وضعت خطة لاستقبال الطلاب حضوريًا في المدارس لأداء الاختبارات حسب الصفوف، في ظل احترازات صحية مشددة عند الدخول والخروج. وأضاف إنه بنهاية الأسبوع السابع من بداية التعليم عن بُعد، ستكون هناك لجنة لتقييم هذا العمل، وهناك تفاؤل بتحقيق الأهداف التي وضعتها الوزارة في التعليم الرقمي. بينما كشف مصدر لـ «اليوم» أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن أي إجراء أو تفاصيل تخص الاختبارات النصفية، والنهائية، وخيار العودة لمقاعد الدراسة لما تبقى من الفصل الدراسي الأول.وأشار إلى أن الوزارة تعمل الآن على التقييم الشامل للوضع الراهن، وسير العملية التعليمية للأسابيع الماضية، وسيتم الإعلان بعدها عن كافة التفاصيل التي ستصب في المصلحة العامة للطلاب والمعلمين وجميع العاملين في الميدان التربوي.
وأكد المصدر نفسه أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام، ليس سوى اجتهادات شخصية سابقة لأوانها، وأن هناك جهات متعددة مع وزارة التعليم في مقدمتها وزارة الصحة، تقيم الوضع وستصدر بعد ذلك كافة التفاصيل.
فيما وجهت عدد من المدارس والجامعات الأهلية، أولياء الأمور بحضور الطلاب والطالبات؛ لأداء الاختبارات، ومن المحتمل أن تتواصل هذه الاختبارات لفترة تصل إلى 3 أسابيع، دون تحديد آليات ذلك. وأكد مختصون وأولياء أمور، صعوبة العودة لمقاعد الدراسة خلال الفترة القريبة المقبلة، في ظل استمرار جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، رغم انخفاض عدد المصابين في المملكة، مرجعين ذلك لخوفهم من ارتفاع معدل الإصابات مرة أخرى، والتسبب في موجه ثانية، مثلما حدث في عدد من الدول الأوروبية.
بناء تجربة للظروف الطارئة
لفتت القائدة التربوية زانة الشهري، إلى أنه من المرجح أن تستمر تجربة التعليم عن بُعد، فكما يبدو أن للوزارة رغبة في التطبيق حتى تنضج التجربة تمامًا، مضيفةً إن الهدف من التجربة بالإضافة إلى حماية الطلاب والطالبات، هو بناء تجربة تعليم عن بُعد يمكن الاعتماد عليها، والانتقال لها بسرعة في أي ظروف طارئة أخرى، وهذا هدف جيد يجب أن يتم دعم جهود الوزارة لتحقيقه، خاصةً أن البداية كانت سريعة، وصاحبها مشاكل كثيرة، لكن سرعان ما استقر العمل، وبدأت الأمور تتجه للأفضل.
وتابعت: «أرى أن الحاجة ملحة للتعليم عن بُعد، ومن الضروري بناء منصة يمكن الاعتماد عليها في حالات مماثلة لجائحة كورونا، التي قد تفرض انتقالًا للتعليم عن بُعد، سواء في منطقة من مناطق المملكة، أو على مستوى جميع المناطق، لكن الإشكال هو أن البداية شابها الكثير من الإشكالات الكبيرة والأعطال، ولكن هذا مفهوم لأي تجربة جديدة».
وأكملت: «كان يمكن تجنب ذلك من خلال منح إدارات التعليم صلاحية لاستخدام أي وسيلة تعليم عن بُعد مناسبة، ويمكن أن يكون العودة لمقاعد الدراسة خيارا حسب حالات الأحياء والمناطق والمدن، ولكن لا شك لدي في أن القيادة الرشيدة -أيدها الله- حريصة على صحة وسلامة الطلاب والطالبات والمجتمع بشكل عام.
ارتفاع الوعي وفرصة ثمينة للتطوير
شددت المستشارة التربوية د. أمل الحمدان على أن ما يمر به التعليم حاليًا، هو تحول ضمن التحولات التنموية الكبيرة التي تشهدها المملكة، وأزمة كورونا تُعد فرصة ثمينة يجب استثمارها لتطوير التعليم، إضافة لأن مستوى الوعي ارتفع لدى الأسر والمجتمع بشكل عام، وخيار العودة لمقاعد الدراسة ضرورة لا بد منها، بحيث تكون العودة تدريجية، مع استمرار الدراسة عن بُعد لمرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، بينما تعود الدراسة في المدارس للمرحلتين المتوسطة والثانوية، مع تطبيق التباعد بين الطلاب، والحرص على تطبيق جميع الاحترازات الوقائية، متوقعة أن تكون العودة الكاملة في الفصل الدراسي الثاني.
وأضافت: تجربة التعليم عن بُعد نجحت بشكل عام، ولكن نسب النجاح تتفاوت من مدرسة لأخرى، ومن معلم لآخر، نظرًا لتفاوت المهارات التقنية، إلا أن الرغبة في التطوير وتحسين مهارات إدارة التعلم عن بُعد كان ظاهرًا بشكل كبير، في ظل ما تقدمه إدارات التعليم من دعم للمعلمين.
وأشارت إلى أن التجربة اعتمدت كذلك على تفاوت حرص أولياء الأمور على متابعة أبنائهم، لكن بشكل عام مواجهة المعلمين لواقع التحول للتعلم عن بُعد أثار دافعيتهم نحو التحول الرقمي والتعلم الذاتي.
عودة تدريجية.. والبدء بطلبة «الثانوية»
قال ولي الأمر علي الغامدي: إن عودة الطلاب لمقاعد الدراسة في ظل استمرار الجائحة، أمر فيه صعوبة، خاصةً للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، التي يصعب السيطرة فيها على الطلاب، ويفضل أن تستمر الدراسة عن بُعد على الأقل حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، أو العودة التدريجية بالبدء بطلاب المرحلة الثانوية ويتم تقسيمهم على أيام، وإن نجحت التجربة يستكمل عودة بقية المراحل.
فيما أكدت ولية الأمر د. علياء المروعي، تفضيلها استمرار التعليم عن بُعد حتى يتم اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، خاصةً بعد ما تعود الطلاب على منصة «مدرستي»، وتفاعلهم اليومي مع معلميهم، وقرار العودة يجب أن يراعي المصلحة العامة للحفاظ على سلامة الطلاب وأولياء أمورهم من انتشار الفيروس مرة أخرى.
فرص للتحسين.. وخيار مستمر
أكد المتخصص في التعليم والتدريب د. زيد الخمشي، أن التجربة رغم حداثتها، إلا أنها كانت تجربة جيدة، وتستحق الوقوف عندها، فأن يدرس 6 ملايين طالب خلف الشاشات، هذا أمر بلا شك يستحق الإعجاب، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا للتحسين، لا بد من الوقوف عندها.
وتوقع أن الوضع سيستمر إلى نهاية الفصل الأول، مع بداية حذرة الفصل الثاني، وسيكون التعليم والتدريب عن بُعد أحد الخيارات المستمرة كأن يكون يومًا أو يومين في الأسبوع والباقي سيكون حضوريًا.
وأشار إلى أن التجربة ناجحة فيما يتعلق بالدراسة الجامعية والدراسة والتعليم الثانوي، وتحتاج إلى تحسين في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فرغم دور المعلم المحوري في قيادة عمليات التعليم عن بُعد، إلا أن هنالك عوامل أخرى مهمة هي ضرورة التعاون بين المنزل والمدرسة، فبدون أولياء الأمور لن تنجح المدرسة، والعكس أيضًا صحيح.
صمام أمان للبيئة التعليمية
بيَّن القائد التربوي بوادي الدواسر مبارك الشرافاء، أن تجربة التعليم عن بُعد، تعتبر ناجحة بكل المقاييس، رغم المعوقات والتعثرات التي كانت في البداية، مضيفًا: «يكفينا منها أنها وإن توقفت خلال الفترة القريبة القادمة، فقد أصبحت صمام أمان للبيئة التعليمية لأي متغيرات قادمة».
وأضاف: إن ما سيتم تقييمه خلال الأسبوعين القادمين من عودة للطلاب إلى مقاعد الدراسة مع وجود احترازات، وإن كانت مشددة، فمن خلال التجربة في الميدان التعليمي، ضبط ذلك صعب جدًا، إن لم يكن مستحيلًا، وفيه من المخاطر الشيء الكبير.
واختتم: «يمكن العمل على تجربة العودة للمرحلة الثانوية فقط، وفي منطقتين تعليميتين، أو ثلاث، ولمدة أسبوعين على الأكثر، ويتم التقييم بعدها، فإن نجح الأمر، يعمم على دفعات للمراحل التعليمية الأخرى».