بيئة وتراث
وأكد الفنان التشكيلي عباس آل رقية أهمية تحويل السوق إلى مركز لعرض الإبداع، وأشاد بالإقبال الجماهيري على المكان، قائلا: الإقبال رائع جدا، خاصة من الأطفال الذين كان لهم دور جميل في إحياء المكان بالبهجة والفرح، وهي مشاركة رائعة، خاصة مع «إثراء»، وما لها من دعم الفن والفنانين وبصمتها في الوطن الحبيب، مشددا على أهمية دمج الفنون في الأماكن العامة، حيث تنقسم الى قسمين، الأول أهمية دعم اللغة البصرية والتغذية البصرية للمجتمع، وهذا ما تؤكده القيادة الحكيمة، والثانية دعم الفنانين وإبراز المبدعين في وطننا الحبيب.
وأضاف: أعشق البيئة والتراث الشعبي، ومعظم لوحاتي في صورة قصة حالمة، وربما واقعية محاطة بالقصة الطفولية، فتجد الأم والطفولة في جميع لوحاتي كحالة اختزالية مقاربة إلى التجريد في الشكل واللون، وربما يلقى المتذوق ضالته في لوحاتي فطرية العمل واللون، والإنسان المحب للتراث الشعبي المليء بالأيقونات والزخارف الشعبية الخليجية، كما أني مهتم بالبيت الخليجي بكل تفاصيله، من حصيات وزخارف في كل ركن من أركان البيت الخليجي، ومساقط الإضاءة هي حالة حالمة وطفولية في الذاكرة.
تحديد الهوية
وقالت الفنانة التشكيلية رؤى الحوري: أكثر ما ميز هذا الحدث أنه منظم من قبل مركز «إثراء»، وهو بيت الإبداع والمبدعين، بالإضافة لكونه حدثا ممتعا لكثرة فعالياته وتنوعها، وأضافت: ما شدني أيضا هو الإجراءات الاحترازية المتبعة للمحافظة على سلامة المشاركين والزوار، وأنا جدا سعيدة أن استطعت أن أتواصل مع الجمهور بعد فترة الانقطاع عن المعارض الحضورية بسبب جائحة كورونا.
واستطردت قائلة: اخترت أن أشارك في هذا المعرض بأعمال مصنوعة من مادة الريزن، وهي مادة سائلة تتحول إلى مادة شديدة الصلابة حينما تخلط بمكون آخر يسمى المصلب، وهي تتميز بشفافيتها ولمعانها حيث تضفي بعدا آخر على الأعمال وتزيدها جمالا وأناقة، فصنعت من هذه المادة الإكسسوارات المنزلية، واللوحات الجدارية، وبعض الطاولات.
وأوضحت أن دمج الفنون في الأماكن العامة يصنع الحضارات، مثلما فعلت الحضارات السابقة، ونراه الآن يتجسد في التاريخ، فترى أن الفنون الجميلة في الأماكن العامة مهمة جدا في تحديد هوية هذا العصر وتوجهاته.
فن تجسيدي
وتحدث النحات محسن آل كاظم، فقال: نشكر المنظمين لهذه الفعالية المميزة، حيث كان التنظيم المميز والمبهر مع الاحترازات، وأيضا كانت المشاركة لها العديد من المنافع العامة بين الفنان والزوار، نتيجة الإقبال الكبير من الجمهور المهتم جدا بهذه الفنون والمنتجات، مع الاختلافات الموجودة حولهم في معرفة هذا الفن ما يزيد من التساؤلات، ولما تمثله من مصدر مميز لإلهامهم.
عن فن النحت على الخشب، قال: يتميز هذا الفن باستخدام أنواع الخشب من الأشجار المحلية السعودية، على سبيل المثال: شجر الكافور والسدر والبراهم والزيتون المحلي، وغيرها من الأشجار التي تنمو في المملكة، وهو فرع من الفنون البصرية التشكيلية، وفن تجسيدي يرتكز على مجسمات ثلاثية الأبعاد، ومواد أخرى كالنحت على الخشب والحجر والمعادن، وفن النحت من الفنون القديمة حيث كان يمارس على الصخور، وأكثر الدول تعتمد على تزيين الميادين والحدائق بمنحوتات كبار الفنانين، التي تعبر عن رؤيتهم للطبيعة، وأيضا للثقافات الراسخة في وجدانهم، أو مناسبات وطنية تثير مشاعرهم، ويمكن أن نجد نماذج من النحت في الحضارات القديمة.
وأكد أن فن النحت في المملكة يشهد في السنوات الأخيرة، متمثلة برؤية 2030، الكثير من الحيوية والنمو، كما حدثت تطورات مثيرة وتفاعلية ومبتكرة، بالإضافة لتجارب عرض الفنون في الأماكن العامة، ولا يزال يحتاج للمزيد من العطاء، حيث إن دمج أنواع الفنون يوفر مساحة ثقافية، وطرقا جديدة للناس للاستمتاع بما يسمى السياحة الفنية.
وأضاف: تتميز بعض الأماكن في العالم بمظهرٍ فني فريد من نوعه، لما تنطوي عليه من تاريخ عريق، فيسعى الفنانون لزيارتها للاستمتاع بالثقافات والفنون الخاصة بها، كما أن إحياء الفن في الأماكن العامة غالبا ما يتطلب أن يتعاون الفنانون مع البلديات والمهندسين وغيرهم من المختصين.
الرسم بالخيوط
وأكد الفنان محمد البن شيخ أن المعرض رائع بكل ما تعنيه الكلمة، مشيرا إلى أهمية دمج الفنون في الشوارع والأماكن العامة أكثر من المعارض التقليدية، مع الاهتمام بتنظيمها بشكل دقيق، والتشديد على أدق التفاصيل في الحدث لضمان نجاحه.
وأضاف: أشارك بلوحات رسمتها باستخدام الخيوط والمسامير الملونة، فأنا أحب أن أجرب الأشياء والفنون الجديدة، وأي شيء يخطر على بالي أو أراه وينال إعجابي أحب أن أتعلمه وأمارسه، لذلك عندما رأيت بالمصادفة فيديو لهذا النوع من الفنون «الرسم بالخيوط»، قمت بالبحث والتعلم الذاتي، وكلما وصلت لمرحلة أبدأ بخطة جديدة للمرة القادمة، وبعد 20 عملا قمت بعمل لوحه ملونة باستخدام 11 طبقة من اللون لضبط درجة لون اللوحة.