لدينا العديد من الأمثلة الراقية التي جعلت حياة كل طرف أجمل بعد الانفصال، حيث دام الاحترام والتقدير بينهما وأول من يقطف ثمار هذا الرقي بين الزوجين الأطفال، فعندما يكونون عند الأب تجدهم يسمعون من أبيهم أجمل وأعذب وأرق الكلمات عن والدتهم، وعندما يكونون عند الأم يستمعون عن صفات الرجولة والشهامة والقيم التي يتمتع بها والدهم عن طريق والدتهم.
بينما الجانب المظلم عند عدد لا بأس به من الأمثلة السيئة، حيث تحولت حياة كل طرف إلى جحيم لا يقارن بحالهما الذي كانا عليه قبل الانفصال!! وكما جنى الأطفال الثمار اليانعة نتيجة رقي والديهم هنا أول من يكتوي بشرر الحرب بين الأب والأم المنفصلين الأطفال كذلك، فما يذكره الأب عن أمهم من سوء يجعلهم في حيرة في تصديق ما يقال عن الأم وتكذيب الأب، فيما يقول لا يقل صعوبة ويتكرر نفس السيناريو عندما يذهب الأبناء إلى الأم... كيف تكون حياة الأطفال مع مثال الرقي ومع مثال الحرب الطاحنة والصواريخ (عابرة العائلات) بين الزوجين..!؟
ولا ننسى ما تقوده شظايا تلك الخلافات بين الزوجين بعد الطلاق حيث جلسات المحاكم وتداعياتها... وخاصة عندما تكون من قريب أو قريبة (لحم ودم) كما قال الشاعر (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة....على المرء من وقع الحسام المهند)
وصدق من قال الناس معادن، وليس للدين أو القبيلة أو الحالة الاجتماعية والمادية علاقة بأصالة المعدن، انظروا حولكم فيمن قدر الله وحدث بينهما الانفصال، تجدوا من الأزواج من سرح الزوجة بإحسان كمن طوى صفحة بإحكام ولم يجتر الماضي أو يختلق المآسي الخ.. وهناك من أدخل أقاربه المحاكم من أوسع أبوابها وقد يكون ذلك الزوج من الأقارب وربما قد تربى في كنف عائلة الزوجة !
وهناك حرب فضائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي شعواء لا تقل ضراوة عن الحرب التقليدية بين المنفصلين، فالزوج يتابع ماذا تقول عنه في حساباتها وهي كذلك، من خلال الرسائل المبطنة وغير المعلنة، وكل طرف يفهم (رزحات) الطرف الآخر، مثال على ذلك، أن يكتب الزوج بأحد حساباته (الآن شعرت بمعنى الحياة) أو تكون الزوجة هي من يكتب مثل هذه الرسائل، وتستمر الرسائل ويزداد الاحتقان وتمر السنون والكل خاسر..
رسالة، لكل من انفصل او انفصلت، الحياة عبارة عن رحلة قصيرة فاستمتعوا مع شركائكم وشريكاتكم الجدد فالماضي لن يعود والحديث عنه بحرقة لن يحرق سوى قلوبكم...
Saleh_hunaitem@