وحتى ذلك الرجل الذي ليس فقط أوصلهم إلى السلطة وإنما كذلك سلمهم سلاح الجيش اليمني بأكمله لم يسلم من شرهم، حيث إنهم هاجموه في قصره وقتلوه وما زالوا محتفظين بجثته ليساوموا عليها مقابل تسليمها لأهله، الحوثيون عائلة ينتمون إلى مؤسس الحركة حسن الحوثي وقد اتخذ من منطقة صعدة الجبلية الوعرة مقرا لها، وبخبثهم وشراستهم وعنفهم استطاعوا أن يربطوا حركتهم بإيران التي تزودهم بالمال والسلاح، وأصبحوا يفاخرون بولائهم لإيران التي هي البلد الوحيد التي اعترفت بعصابة الحوثي كحكومة ولها سفير في طهران.
بعثت إيران بواسطة حزب الله والحرس الثوري الكثير من العسكريين والخبراء ليس في الطب أو الاقتصاد، وإنما في شؤون الحرب وتدريب الحوثيين لمقاتلة الحكومة الشرعية.
منذ أكثر من خمس (5) سنوات ترفض عصابة الحوثي التفاوض على السلام أو أنهم يضعون شروطا تعجيزية المقصود منها إبطال أي مقترح للسلام.
لن يجنح الحوثيون للسلام لعدة أسباب منها:-
1) القرار ليس بيد الحوثيين وإنما بيد إيران التي تستعملهم كوسيلة ضغط على دول الخليج وخاصة السعودية لتحقيق أهدافها .
2) لم يسبق للحوثيين أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه واستطاعوا أن ينهبوا خزينة الدولة وفرض جبايات وضرائب على أفراد المجتمع الذي تحت سيطرتهم، فأصبح أفراد الحوثي يمتلكون الكثير من المال والثروة العقارية والمزايا العائدة للمناطق التي استطاعوا السيطرة عليها، فوائد النفط والمساعدات الإنسانية التي تصل اليمن أصبحت حكرا على أفراد تلك العصابة، فإذا جنحوا للسلام فقدوا كل تلك المزايا التي لم يكونوا يحلمون بها وأصبحوا يحكمون المناطق التي تحت سيطرتهم بالعنف والإرهاب والقتل والبطش دون أي مراعاة أو خوف أو اهتمام بالعالم الذي كثيرا ما يحتج إلى أنه غير قادر على القيام بوقف الحوثيين.
لقد أصدر مجلس الأمن قراره الذي وجه الحوثيين بالالتزام بالمرجعيات الثلاث التي اتخذها الشعب اليمني وإجراء انتخابات حرة يختار الشعب من يمثله، وأن تتحول العصابة الحوثية إلى حزب له الحق وعليه الواجبات مثله مثل غيره من الأحزاب اليمنية، ولكن الحوثيين رفضوا ذلك لأن الحرب أربح لهم من السلام، حيث تعود عليهم بأموال طائلة سوف يضيعها منهم السلام
للأسف لن يجنح الحوثيون للسلام إلا بنفس الطريقة التي استولوا على الحكم بقوة السلاح.
قد أثبتت الخمس السنوات الماضية تعنت وتعصب وتشدد الحوثيين في جميع المؤتمرات التي عقدت بينه وبين الشرعية للتوصل إلى سلام.
والمؤسف أنه حتى ما توافق عليه الحوثية اليوم الأول يتنصلون عليه وينفونه اليوم الثاني.
[email protected]