ومن هنا يأتي الدور الفاعل في تعزيز قيم الفرد منذ نشأته والمجتمع تجاه ذاته وهويته ووطنه، بتنمية مواطن القوة، وهزهزة مواطن الضعف على لغة الهندسة النفسية، ورفع سقف مهارات الوعي في تعزيز المبادئ والمعتقدات والاتجاهات والأفكار والأعراف.
حيث إنه مطلب هام ولا سيما في وقتنا الحالي الذي أصبحت الحاجة إليه ملحة أكثر من أي وقت مضى في ظل المتغيرات، والانفجار الثقافي، والتطور التكنولوجي، ليكون الفرد قادرا على تجنب العواصف والمهددات والتحديات بمهارات حل المشكلات وإدارة الأزمات بأفق أوسع ودراية واعية في موضع التطبيق، وذلك لتحقيق النمو والاستدامة ورؤية الأشياء بنظرة جديدة ومعان مختلفة تتوافق مع قيمه وأصوله، منعا للإذعان أو الخضوع للنفوس الضعيفة أو ترويج الشائعات وبث الخرافات أو الركض وراء التوافه واللهث وراء إدعاءات.
وعليه تتجلى السعادة الحقيقية بإشاعة الشعور الإيجابي والرضا المتولد من الأمن والأمان والتفاني في الدفاع عن الهوية النابعة من إدراك الحقائق في وجود الإنسان ومدى انتمائه لوطنه وأرضه وحبه المنتج له التقدير والتسامي وما فيه من قوة متداخلة محفزة على تذوق حالة البهجة والفرح التي أفرزتها جائحة كورونا بتخطي الصعاب، وعلى مرأى ومسمع بما قامت بها الدولة لصد الوباء الكاسح عن الوطن المتمثل في المواطن وأخذ كافة الإجراءات اللازمة، والجهود الحثيثة للتصدي لها وإدارتها ومواجهتها كموجة عارمة حرجة بكل اقتدار مما ولد أوضاعا جديدة في كل مناحي الحياة الاجتماعية والصحية والتعليمية تتسم بالحيوية والمرونة والجدية والابتكار وعلى سبيل المثال: الجهود الجبارة لتيسير رحلة التعليم في توفير كافة الوسائل للعملية التعليمية وتدريب الطاقم التعليمي والإداري وولاة الأمور لتكتمل المنظومة في حلبة التعليم وتلقي الدروس عن بعد وعلى متمة من الأمن النفسي والطمأنينة على هوية الوطن المعطاء الذي يسدل الرخاء والسلام.
@masouma_alreda