لحظة غضب وتزول بالنسبة للوالدين في أكثر الأحيان، لكن بالنسبة للأبناء جمرة غضب ستأكل الأخضر واليابس وإذا كانوا في عمر يستوعب معنى الانفصال فستترجم لهم هذه اللحظة أو الجمرة رعب التشتت والضياع بعد انفصال أبويهم، وسيعيشون القلق والحرمان من الأمان العاطفي والحياة الطبيعية والاستقرار.
وما السلوكيات المرفوضة اجتماعياً والأمراض الاجتماعية والصحية والنفسية كالتبول اللاإرادي والتوتر والاكتئاب والقلق وفقدان الشهية، أو الإفراط في الأكل وضعف نموّهم وتطوّرهم الطبيعي وتدني التحصيل الدراسي وضعف العلاقات الاجتماعية وفقد السعادة التي يتمتع بها أقرانهم في الأسر الطبيعية، ما هي إلاّ إفرازات لخلافات الوالدين التي تبدأ ويعلم الله متى تنتهي في نظر الأبناء.
الغريب أنه عندما يبدأ الشجار بين الأبوين يُطلب من الأطفال الذهاب لغرفهم للدراسة!! عجباً.. كيف يدرسون والحروب قائمة، ومن أين يأتي التركيز والفهم وهم ينتظرون نهاية المعركة.
على الأبوين أن يتنبهوا لأمر هام وهو أن الخلافات تدهور علاقة الأبناء بالآباء.
الله سبحانه وتعالى منحنا نعمة وجعلنا مؤتمنين عليها، فلماذا لا نحمد الله ونشكر هذه النعمة ولا نكفر بها؟!!
هذه أصغر الأضرار التي نسببها لأبنائنا الذين نحبهم بتربيتنا العشوائية، أما الكبرى فقل على الدنيا السلام.
تبدأ بالهروب من المنزل عند ما يصلون لعمر أكبر خاصة فترة المراهقة وكلنا يعرف ظروفها وتدمير نفسها عندما تفقد الاحتواء، بالطبع ستجد أيادي كثيرة غير سوية تتلقفهم وتحركهم كما شاءت لمصلحتها أولاً وأخيراً وهنا بداية دمار من نحبهم، انحراف وإدمان وتعاطي المخدرات وعادات سيئة كثيرة لا نعرف نهايتها.
نحن مسلمون والإسلام حث الزوجين على إحسان العلاقة بالآخر، والقيام بواجبه تجاهه، هذا ما يقلل الخلافات، ويزرع الحب والمودة في قلب كل واحد تجاه الآخر.
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)
أين السكن والشجار لا ينتهي، وأين المودة والرحمة وكل طرف يسيء للآخر؟!!
رابطة الزواج من أقدس العلاقات الإنسانية وأوثق العقود البشرية، وقد خصها الله سبحانه بوصف الميثاق الغليظ: (... وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا).
رجاء عالجوا مشاكلكم بعيداً عن الأطفال، ولا تجعلوا الجائحة السبب الرئيس لمشاكلكم بسبب جلوسكم مدة أطول في البيت.
[email protected]