DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بعد 30 عاما.. هل اختفت الفوارق بين شطري ألمانيا؟

بعد 30 عاما.. هل اختفت الفوارق بين شطري ألمانيا؟
بعد 30 عاما.. هل اختفت الفوارق بين شطري ألمانيا؟
المستشارة أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي (د ب أ)
بعد 30 عاما.. هل اختفت الفوارق بين شطري ألمانيا؟
المستشارة أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي (د ب أ)
بعد مرور 30 عامًا على إعادة توحيد ألمانيا، لا يمكن الحديث عن تساوٍ في ظروف العيش، وعدم وجود فوارق بين شرقي ألمانيا وغربيّها. فالاختلاف بين الشرق والغرب ليس اقتصاديًا فقط، ولكن.. اجتماعيًا وسياسيًا أيضًا إلى حدٍّ ما. بحسب تقرير نشره موقع «دي دبليو» الألماني.
ببلوغ 30 عامًا يكون الشخص في ألمانيا شابًا، وفي متوسط العمر 45 عامًا. ومع بلوغ 30 عامًا تنجب المرأة في ألمانيا طفلها الأول. وفي هذه النقطة لا توجد اختلافات بين الشرق والغرب.
وقبل إعادة الوحدة في 3 أكتوبر عام 1990 كان الوضع مختلفًا. فمتوسط عمر الأمهات كان في الغربية 27 عامًا لدى إنجاب الطفل الأول، وفي الشرقية 24 عامًا.
ومفوّض الحكومة الألمانية للولايات الجديدة، ماركو فاندرفيتس، يبدو مُحقًا حين يقول إن «ألمانيا باتت منذ عام 1990 في كثير من الأمور متشابهة». ويذكر تنظيم أوقات الفراغ والترفيه. وكيفما كانت الإحصائيات التي ننظر إليها، «نجد الأشياء المشتركة أكثر من المختلفة»، فهل هذا صحيح؟ والتقرير السنوي الذي عرضه منتصف سبتمبر حول وضع الوحدة الألمانية يترك المجال لاستنتاجات أخرى. فالحقائق تكشف عن صورة أقل تفاؤلًا: فالقوة الاقتصادية للولايات الشرقية الخمس تصل فقط إلى 73% من المتوسط الألماني. وحتى الرواتب لا تتجاوز 89% من نسبة مستوى رواتب الغرب. والمفوض الحكومي لشؤون شرق ألمانيا يعترف بهذا الأمر ويأمل في حصول تحوّل من خلال تمركز تكنولوجيات مستقبلية مثل نموذج شركة السيارات الكهربائية تيسلا بالقرب من برلين. وبشكل ملموس هو يفكر في استثمارات في مجالات حركة النقل والهيدروجين والذكاء الاصطناعي.
والمفوّض الحكومي الذي ينتمي لحزب المستشارة أنغيلا ميركل هو متفق في هذه النقطة مع داغمار انكلمان التي لها موقف سياسي مختلف. فرئيسة مؤسسة روزا لوكسمبورغ المقرّبة من حزب اليسار تؤكد على الفوارق الاقتصادية التي تعني «بالطبع تطورًا آخر في الشرق»، كما قالت في مقابلة مع دويتشه فيله. وشخصيًا أبرمت النائبة السابقة في مجلس الشعب لألمانيا الديمقراطية سابقًا والبرلمان الاتحادي (بوندستاغ) من كتلة حزب اليسار، بعد شكوك أولية توافقها مع الوحدة الألمانية: «العالم بات مزركشًا والهواء نقيًا»، كما تعبّر داغمار انكلمان عن سرورها لتمكنها من تكوين تصوّر شخصي للعالم. والغرب كان يعرفه مواطنو ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقًا) تقريبًا فقط من خلال التلفاز، ومنذ عام 1990 بإمكانهم السفر عبر العالم.
ورغم كل الانتقادات للفوارق التي لا تزال قائمة، فهي تخرج باستنتاج إيجابي، وتقول النائبة البرلمانية انكلمان «لقد كان طريقًا صحيحًا بالنسبة لغالبية الناس في ألمانيا». ومندوب شؤون الشرق فاندرفيتس يأمل في إعادة إحياء «شعور فرحة إعادة الوحدة». لكنه، وهو أيضًا ينحدر من ألمانيا الديمقراطية سابقًا، ينتابه القلق من التقدير الضعيف في شرقي البلاد للديمقراطية، إذ إن 78% يرون فيها النموذج الاجتماعي الأفضل لألمانيا وفي الغرب تصل النسبة إلى 91%.
ماركو فاندرفيتس يشير إلى النتائج الجيدة والعالية نسبيًا للأحزاب اليمينية والمجموعات اليمينية المتطرفة في الولايات الشرقية. وهو يهتم بهذا الأمر شخصيًا الذي لا يعود لأسباب اقتصادية فقط. فإذا أردنا الحفاظ على القوة الاقتصادية والخدمات في الشرق، «لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الهجرة». وما زال الكثير من الشباب ينتقلون إلى الغرب، حيث توجد جميع كبريات شركات صناعة السيارات والصناعات الكيماوية، وكذلك فرص عمل أفضل.
لكن يبدو أن الألمان في شرقي البلاد لهم إشكاليات أكبر مع الهجرة والمهاجرين مقارنة بالغرب. وهذا يمكن استنتاجه من النجاح الانتخابي للشعبويين اليمينيين وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي أحرز في الولايات الشرقية الخمس نتائج انتخابية تفوق جزئيًا 20% ليدخل البرلمانات هناك. لكن الخبراء يعتقدون أن حزب البديل من أجل ألمانيا ليس ظاهرة شرقية، بل هو حزب ناجح حتى في الولايات الغربية التي تنعَم برخاء كبير مثل بافاريا.
وبغض النظر عن العاصمة برلين التي تقع في الشرق، فإن غربي ألمانيا سيبقى أكثر جاذبية.