وأثير الكثير من تساؤلات حول كيف أصيب الرئيس وحول الانتخابات والمناظرات خاصة أنه لم يبق سوى شهر واحد على الانتخابات التي ستجرى في الثالث من نوفمبر المقبل.
جناح خاص
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي مكيناني إن ترامب سيباشر عمله من جناح خاص في المستشفى على مدى الأيام القليلة المقبلة كإجراء احترازي.
ولم يتضح بعد كيف أصيب الرئيس بالفيروس لكن عددا من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري واثنين من أعضاء الحزب في مجلس الشيوخ وهما مايك لي وتوم تيليس قد أصيبوا بالإضافة إلى وكيليان كونواي كبيرة مستشاري البيت الأبيض السابقة.
وبذلك يكون الفيروس أصاب أربعة على الأقل بين من حضروا تجمعا في البيت الأبيض لإعلان ترشيح القاضية إيمي كوني باريت لعضوية المحكمة العليا، وهم كونواي ولي وتيليس وجون جنكينز رئيس جامعة نوتردام، وذلك بخلاف ترامب وزوجته.
وأثيرت تكهنات حول ما إذا كانت هوب هيكس مستشارة الرئيس دونالد ترامب، التي جاءت نتائجها إيجابية للإصابة بفيروس كورونا المستجد، على الأرجح كانت تحمل العدوى لنحو ثلاثة أيام، هي التي نقلت العدوى عندما سافرت مع الرئيس وغيره من المسؤولين لحضور المناظرة في أوهايو.
وقال الدكتور جوناثان راينر، المحلل الطبي بشبكة «سي إن إن» الأمريكية وإخصائي القلب بالمركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن، أن هيكس على الأرجح كانت مصابة بالعدوى منذ يوم الإثنين، لكن بدون أن تظهر عليها الأعراض حتى يوم الأربعاء، وكانت على تواصل مباشر مع العديد من موظفي البيت الأبيض. وذكر مسؤول كبير في الحملة الانتخابية لترامب أن مدير الحملة بيل ستيبين أصيب أيضا بفيروس كورونا الجمعة وسيعمل من المنزل.
وسحب جو بايدن المنافس الديمقراطي لترامب الإعلانات التي تهاجم الرئيس لكنه واصل حملته الانتخابية وسافر أمس إلى ميشيجان بعد أن أكدت الفحوص أنه ليس مصابا بكوفيد 19.
مايك بنس
ولم ينقل ترامب سلطاته إلى نائبه مايك بنس، وسيعمل من المستشفى العسكري، بموجب الفقرة الثالثة من التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي، الذي أُقر في عام 1967 بعد اغتيال الرئيس جون كنيدي عام 1963، يمكن لترامب أن يعلن كتابة عن عجزه عن أداء واجباته.
وسيصبح بنس عندئذ قائما بأعمال الرئيس، رغم بقاء ترامب في منصبه. وسيستعيد الرئيس صلاحياته بالإعلان كتابةً عن أنه مستعد للاضطلاع مجددا بمهامه. كما تحدد الفقرة الرابعة من التعديل الخامس والعشرين مسارا لتجريد الرئيس من السلطة، وذلك على سبيل المثال إذا رأت حكومته أنه أصبح عاجزا عن أداء مهامه.
انتهاك القواعد
وقالت صحيفة الواشنطن بوست قبل أكثر من يومين بقليل من الإبلاغ عن اختبار إصابتها بفيروس كورونا، انتهكت السيدة الأولى ميلانيا ترامب - وكذلك أبناء الرئيس وبناته والعديد من الضيوف - بروتوكولات السلامة في المناظرة الرئاسية الأولى بخلع أقنعتهم بعد جلوسهم في جمهور الاستوديو المباشر في كليفلاند.
واستمر العديد من المرافقين للرئيس بدون أقنعة بعد أن قدم لهم مسؤول من كليفلاند كلينيك، التي شاركت في استضافة المناقشة، أقنعة في حال لم يكن لديهم أي أقنعة، وفقًا لمنسق المناقشة كريس والاس. قال والاس لقناة فوكس نيوز صباح الجمعة: «لقد لوحوهم بعيدًا».
جاءت الأسرة الأولى مرتدية أقنعة، لكنهم خلعوها. قال فهرنكوف: «كانت القواعد تنص على أنه يجب عليك ارتداء قناع». كان من المفترض أن يحتفظ كل شخص في تلك القاعة بالقناع، باستثناء الرئيس بايدن وكريس والاس.
تداعيات عدة
وإصابة رئيس أكبر دولة في العالم ستكون لها تداعيات في الصحة والاقتصاد والسياسة، لأن بعض مواد الدستور الأمريكي الاستثنائية تُفعل في حالة مرض الرئيس، هذا دون الحديث عن توقيت المرض الذي يأتي في فترة الانتخابات الرئاسية المرتقبة بعد أسابيع قليلة.
ويمكن تفعيل عدة مواد متعلقة بالأمن القومي، لأن منصب الرئيس له علاقة ببروتوكول استخدام الأسلحة النووية وإعطاء الإذن بشن الهجمات العسكرية على الأهداف التي تشكل خطرا على الأمن القومي أو أمن الحلفاء.
ويشير الدستور إلى احتمال عدم قدرة الرئيس على الاستمرار في مهامه التنفيذية، لكن هذه المواد تبقى «معلقة» إلى حين بروز حاجة فعلية إلى ذلك
شغور المنصب
ينص الدستور الأمريكي على أن يتولى نائب الرئيس الأمريكي منصب الرئيس حال وفاة الرئيس أو عجزه الدائم عن القيام بمهامه التنفيذية لسبب طبي أو الاستقالة، وقد حدثت حالات مشابهة مع 9 نواب رؤساء من قبل، لكن ذلك سيكون لفترة قصيرة جدا تعد بالأيام في حال الحدوث، لأن الانتخابات مرتقبة بعد شهر، كما أن الزعماء الذين أصيبوا بفيروس كورونا الذين أصيبوا تعافوا من المرض، ومنهم من أوكل مهامه لمن ينوب عنه ريثما يتماثل بشكل تام للشفاء.
مناظرتان بالانتظار
لا يزال هناك مناظرتان متبقيتان قبل الثالث من نوفمبر للمرشحين الرئاسيين ترامب وبايدن، وذلك في 15 و22 أكتوبر، بينما تنطلق عملية التصويت في الثالث من نوفمبر، فضلا عن مناظرة بين نائبي المرشحين (مايك بنس وكمالا هاريس) مبرمجة في السابع من أكتوبر.
وبحسب سجل السباقات الانتخابية في الولايات المتحدة، لم يحدث تأجيل لتاريخ التصويت لما بعد الثامن من نوفمبر. والسؤال المهم الآن: هل سيتغير موعد هذا التقليد التاريخي ليخرج عن الأيام الثمانية الأولى من نوفمبر أم ربما في شهر آخر، للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأمريكية.
إزاء هذا الوضع، تبدو كل الأسئلة مشروعة إلى أن يستأنف ترامب ممارسة مهامه بشكل طبيعي، ففي حال تعافى في متوسط المدة أي بين 15 و20 يوما، فإن المياه ستعود سريعا إلى مجاريها، لكن مع تعديل بسيط في مواعيد المناظرات وحملات جمع التبرعات والمقابلات التلفزيونية واللقاءات الخطابية.
ترشيح نائبه
وفي حال لم يتعاف الرئيس فبهذه الحالة يتم ترشيح نائبه مايك بنس، وسيقوم الجمهوريون بتعيين نائب جديد للرئيس.
ويبدو أن ترامب وإدارته استخدما ورقة كورونا بطريقة فيها الكثير من المخاطرة والمغامرة، وربما المقامرة التي ستؤثر على نتائج السباق الرئاسي.
من الوارد أيضا أن يستفيد الجمهوريون من هذه الإصابة، لأن انتقال العدوى إلى ترامب قد يخفف من الضغوط التي يرزح تحتها منذ أشهر في ظل تراجع شعبيته أمام بايدن.
وربما ترتفع أصوات من الجمهوريين للمطالبة بتأجيل الانتخابات من أجل ضمان نزاهتها، وهذا الأمر سيكون سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
كان ترامب قد طرح فكرة التأجيل بعد دقائق من الإعلان عن انخفاض تاريخي في الناتج المحلي الخام الذي هبط بـ32.9 % خلال الربع الثاني من العام الجاري.