نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شارك وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، في مراسم حفل توقيع اتفاق جوبا للسلام التي جرت أمس السبت. ونقل قطان، باسم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين «يحفظهما الله»، خالص التهاني لقيادة وشعب السودان الشقيق بمناسبة التوصل إلى اتفاق جوبا للسلام، موضحًا أن حكومة المملكة عازمة على الاستمرار في دعمها للشعب السوداني الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله المشروعة، وثقة المملكة في قدرة الأشقاء في السودان على المضي قدمًا في طريق السلام وتجاوز تبعات الماضي وصناعة مستقبل مشرق على أسس التعايش السلمي المشترك والعدالة وتكافؤ الفرص.
وأعرب وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان عن تقدير المملكة للدور المهم الذي قامت به جمهورية جنوب السودان في الوساطة، منوهًا بالجهود التي قامت بها المملكة مع بقية الأشقاء والشركاء الإقليميين والدوليين في سبيل الوصول إلى السلام الذي تحقق بالإرادة الصادقة للمجلس السيادي والحكومة الانتقالية والمجموعات المسلحة التي آثرت السلم على الحرب، والاستقرار على الفوضى، والتنمية على تبديد ثروات البلاد، مشيرًا إلى مناشدة المملكة لبقية أطراف النزاع التحلي بروح الشجاعة والمسؤولية والانضمام إلى شركائهم في الوطن، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية لتجنب ما قد يتبعه ذلك من تداعيات غير محمودة، مؤكدًا على أن قيادة المملكة الرشيدة ستواصل دعمها للجهود الرامية لمحافظة السودان على سيادته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وحمايته من التدخل الخارجي إلى أن يستعيد وضعه الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي وكشريكٍ فاعلٍ في محيطه الإقليمي والدولي.
توقيع الاتفاق
وقّعت الحكومة الانتقالية السودانية مع تحالف الجبهة الثورية الاتفاق النهائي للسلام الشامل بعاصمة دولة جنوب السودان «جوبا»، أمس السبت، وسط حضور دولي وأفريقي وأجنبي ومحلي بعد مفاوضات استمرت عامًا كاملًا.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية «سونا» على حسابها بموقع «تويتر» أمس أن مراسم التوقيع جرت وسط احتفالات بحضور رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت وقادة عرب وأفارقة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
وكان الطرفان وقّعا في 31 أغسطس الماضي بالأحرف الأولى على الاتفاق التاريخي الذي يتضمن اتفاقيات تتعلق بتقاسم السلطة، وملكية الأراضي، والتعويضات، والمصالحة، فضلًا عن عودة النازحين من ديارهم خلال 17 سنة من الصراع، كما ينص على تفكيك القوات المتمردة ودمجها في الجيش الوطني.