المسؤول عن صياغة العقول وأهم أدوات نهضة الأمة
قال المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم د. عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس : لا يخفى علينا جميعا ما للمعلم من دور ريادي ومؤثر في مسيرة التعليم والتعلم، إذ يعد من أهم أدوات النهضة لدى كل أمة من الأمم ومن أهم مصادر المعلومات، فهو المربي الذي تنهض الأجيال على يديه، وهو المسؤول عن صياغة العقول، وإظهار مواطن الإبداع لدى الطلبة، والركيزة الرئيسة في المنظومة التربوية والتعليمية والمؤثرة في مستوى جودة التعليم وتميزه. والتاريخ زاخر بقصص أولئك العظماء الذين ما كانوا ليحفروا أسماءهم على صفحات التاريخ الإنساني لولا معلميهم الذين بذلوا جهودا نوعية ومضنية في إيصال رسالة التربية والتعليم لمستفيديها.
والحقيقة أن الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» في الخامس من أكتوبر في كل عام يحفزنا لبذل المزيد في تكريم المعلمين والاحتفاء بهم وتعظيم شأنهم ورفع مكانتهم في مجتمعاتهم، والارتقاء بمهنة التعليم والنهوض بها للحاق بركب الحضارة. وفي هذا العام، اختير شعار «المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل» في إطار السعي نحو صياغة إستراتيجية تستهدف إعلاء شأن المعلم ودوره المحوري في كافة الظروف ولا سيما أوقات الأزمات حيث سيكون للمعلم دور نوعي مضاعف وجوهري في إلهام طلابهم وتحفيز شغفهم للتعلم واكتساب المعرفة وإنتاجها، وسيكون دور المعلمين ميسرين وملهمين ومحفزين لشغف التعليم والتعلم، وسيكون التركيز على النظر لمهنة التعليم كموهبة، وستزداد الحاجة لجعل مهنة التعليم أكثر جاذبية للمعلمين الموهوبين.
ويدرك كل قاص ودان أن المملكة العربية السعودية تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تولي قضية التعليم اهتماما خاصا في سياستها الداعمة للدول العربية بشكل عام وقضية جودة التعليم بشكل خاص، كما تبذل المملكة ممثلة في وزارة التعليم جهودا حثيثة لإحداث تطوير مستمر في فلسفة التعليم من خلال التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية بتعزيز دور التعليم في التنمية المستدامة، وضمن هذا السياق أنشئ مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم في المملكة العربية السعودية تحت مظلة منظمة اليونسكو لتعزيز الجودة والتميز في التعليم ونشر هذه الثقافة في الوطن العربي.
رسالة عظيمة ومهمة جسيمة في بناء الفكر
قال مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية د. ناصر الشلعان: الجميع يستشعر رسالة المعلم العظيمة ومهمته الجسيمة في بناء الفكر والسِمات وتشكيل التأثير على أبنائنا وبناتنا منذ اللبنات الأولى وإعدادهم بسلاح العلم والمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة المستقبل متمسكين بعقيدتهم السمحة وانتمائهم لوطنهم وقيادتهم الرشيدة، مؤكدا على الدور المحوري للمعلم السعودي في بناء المجتمع وتكوين ثقافته وجهوده المعززة للانتماء الوطني وأنهم محط تقدير واعتزاز لما يقدمونه تجاه وطنهم لبناء جيل المستقبل.
وأشار د. الشلعان إلى الجهود العظيمة للمعلمين التي تجلت بصورة واضحة من خلال تجربة المملكة الرائدة في التعليم عن بعد عبر منصة مدرستي، حيث تجاوزت وزارة التعليم كل التحديات بفضل ما يؤديه كل معلم ومعلمة منذ التهيئة والتسجيل والدعم والمساندة عبر المنصة إلى تقديم الدروس وفقا للجداول الدراسية وحتى تقديم المنتج، منصة مدرستي، الافتراضي بشكل يحاكي الواقع، معبرا عن شكره وامتنانه لكل معلم ومعلمة قادوا المرحلة الحالية وأثناء الجائحة لاستمرار التعليم بنجاح، وأنهم يستحقون الثناء على جهودهم فهم بحق أبطال التعليم.
صانع أجيال المستقبل
قالت المستشار التربوي والتميز المؤسسي حنان الحمد: كل معلمة ومعلم، الله الله بمهنة التعليم التي تتطلب الشغف والحب والإيمان، مؤكدة أن التعليم ليس مهنة لكسب العيش فقط، وإنما مهنة تجعل أثرك ممتدا لأجيال تبني أوطانا، وأضافت: كل عام ومعلمو ومعلمات العالم بخير وعطاء متواصل، وشغف وعمل دؤوب لا ينقطع، فليس هناك أجمل من ابتسامة معلم أو معلمة مفاخرين بأن ذاك المخترع أو تلك المبدعة تتلمذوا على أيديهم، وأؤمن بأن كل نظام تعليمي ناجح يقف خلفه معلمون ومعلمات أطلقوا لقدراتهم العنان في التعلم والبحث والإبداع.
واضافت : أثر المعلم عظيم جدا على الطلبة والطالبات، خاصة بالسنوات الأولى من المراحل الدراسية التي يحتاجون فيها إلى الاحتواء والمعاملة الطيبة، وتجنيبهن أي تجربة سلبية قد تستمر معهن كالندب حتى بعد أن يكبروا، وأنصح بتجنب التعنيف اللفظي والجسدي للطالبات، كونه أمرا بالغ الأهمية.
وعن تأثير المعلم على الطالب، أكدت الحمد أن المعلم يؤثر على الأطفال بنسبة 100% في تشكيل شخصياتهم وقابليتهم للتعلم وتوجهاتهم النفسية والفكرية، لأنه يعتبر مصدرا من مصادر تشكيل شخصية الأطفال تصل إلى درجة الاقتداء بتصرفاته من أقوال وأفعال، مضيفة: من أوجه الأثر الطيب للمعلمات ارتفاع تحصيل الطالبات، بل وبعضهن يجتهدن ويدرسن نفس تخصص المعلمة، لتحققن ما حققته، وبالفعل قابلت العديد من الطالبات اللاتي درست لهن في المرحلة الثانوية، وأصبحن معلمات متدربات لدي، وكان أحد دوافعهن للتخصص في اللغة الإنجليزية هو الاقتداء بما حققته معهن كمعلمة.
إنتاج خطابات مهنية وداعمة
أشارت الأكاديمي بجامعة الملك سعود د. أريج الجهني إلى أنه من اللافت عودة هيبة المعلمين في عهد وزير التعليم د. حمد آل الشيخ، وكان في العشر السنوات الأخيرة تقليل مباشر وصريح لجهود المعلمين والمعلمات من خلال بعض الخطابات المجتمعية، سواء ما كان يصدر من المشاهد الدرامية الفجة وغير المدروسة أو حتى من النكت والأحاديث العشوائية، حيث اهتمت الوزارة في العامين الأخيرين بهذه الخطابات وأعادت إنتاج خطابات جديدة مهنية وموجهة وداعمة للتعليم، وهذه نقطة تحسب لصالح الوزارة وتوجتها بشراكة عليا مع النيابة العامة وتوقيع اتفاقية نص عليها النائب العام الشيخ سعود المعجب في حديثه للمعلمين وأهمية دورهم في المجتمع، ومثل هذه الاتفاقيات والشراكات التي تقودها الوزارة تدعم موقف المعلم وتعزز قيمته، لهذا أقول المطلوب الآن التركيز على اجتياز هذه المرحلة بسلام وتجاوز خطابات المحبطين والعمل بهمة ونحن جميعنا معهم.
الوصول بالطلاب إلى بر الأمان
ذكرت المحامية لجين المشعبي: «لا شك أن القيادة الرشيدة تسعى بالرقي والإبداع في المرحلة التعليمية في وطننا الغالي وذلك من خلال الاهتمام بالمعلمين والطلاب والمناهج التعليمية، ونظرا لأهمية المعلم ودوره القوي في بناء الأجيال وجب التأكيد على دوره المحوري والأساسي في العملية التعليمية ومواكبة كافة التطورات للوصول بالطلاب إلى بر الأمان في الجانب التعليمي خصوصا في الأزمات ومنها أزمة كورونا، وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم نقدم الشكر لكل معلم ومعلمة على ما يقدمونه من عطاء وبذل، فهم عنوان التميز وصناع التأثير».
القدوة وروح العطاء
أكدت الأكاديمية بجامعة أم القرى د. علياء المروعي أن الواقع الحالي أثبت في ظل جائحة كورونا وعلى مر الأزمان أهمية مكانة المعلم الأساسية كمحور رئيسي مؤثر في العملية التعليمية بنسبة تفوق 80 %، فالمعلم وإن ظل بعيدا يظل القدوة وروح العملية التعليمية بعطائه وبنبرات صوته المنتقلة من خلف الشاشات إلى طلابه، حيث يبذل قصارى جهده ليبسط المحتوى ويوصل المعلومة ويصمم الخبرات التي يحتاجها الطلاب ليكتسبوها؛ وهذا هو الملحوظ من المعلمين والمعلمات الذين تميزوا في نقل الأفكار والمعلومات لطلابهم بصور شتى على المنصات ليكونوا خير قدوة لقادة الغد وعلماء المستقبل وخبراء الوطن.
وراء كل مجتمع متحضر معلم ناجح
أوضحت الاكاديمي د. منى كريم أن وراء كل مجتمع متحضر منذ الأزل معلما ناجحا أعدّ العقول، وهذب النفوس، ووضع بين يديها أدوات ومقومات صناعتها، وقبل أسبوع تقريبا احتفلنا باليوم الوطني الذي تقارب مع الاحتفال بيوم المعلم، وهذا التقارب غير مستغرب، فوطننا كرم المعلم، وأدرك ما للتعليم وأقطابه المختلفة من دور في بناء الوطن، وجسدته مؤسسات التعليم التي تشهد اعتناء خاصا وتسعى لتؤسس لتعليم واعد، وقد كان التعليم ومؤسساته وطلابه من أهم المحاور لرؤية المملكة التي وضعت الخطط للرقي وتطوير هذا الجانب، ويكفي المعلم شرفا أنهم ورثة الأنبياء في هذه المهنة.
احترام وتقدير وإجلال
قال استشاري طب وجراحة العيون د. حسن السقاف: إن العالم يحتفل باليوم العالمي للمعلم الذي نكن له كل احترام وتقدير وإجلال، فهو المعلم الذي علمني ويعلم أبنائي وأبناءنا وبناتنا، وأفضاله علينا عظيمة لا تنسى، والتي ستظل معنا مستمرة تلازمنا طوال حياتنا، وفي هذه الأيام التي يعيشها العالم مع انتشار جائحة كورونا وصعوبة عودة الحياة لطبيعتها فإننا نشكر جهود المعلمين للمضي قدما في مسيرتنا التعليمية والنهوض بها، وأدام عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار.
قدرة على إدارة الأزمة وتغطية العجز
قال المحاضر في التدريب التقني والمستشار الإعلامي أحمد أبو حسان: المعلم يظل أيقونة النجاح في هذه الجائحة وهو حجر الزاوية التي دأبت الكثير من الجهات لتغطية هذا العجز الذي حدث بسبب ابتعاده الخارج عن الإرادة عن الساحة المباشرة للتعليم، ويستحق المعلم كل هذا الاهتمام في هذه الفترة الحرجة والتي أكدت قدرته على إدارة الأزمة التعليمية التي تسببت بها هذه الجائحة، ويعد المعلمين من أبطال التعليم الذين يعمل الجميع على قدم وساق من أجل نجاح مهمتهم في هذه الأزمة الراهنة ولا سيما في القرى النائية التي لم تواكب المدن في خدمات الإنترنت ودورهم في مساعدة أولياء الأمور بالتواجد في المدرسة أو زيارة المنازل.
دور قوي في بناء الأجيال
وذكرت المحامية لجين المشعبي: «لا شك أن القياد الرشيدة تسعى بالرقي والإبداع في المرحلة التعليمية في وطننا الغالي وذلك من خلال الاهتمام بالمعلمين والطلاب والمناهج التعليمية، ونظرا لأهمية المعلم ودوره القوي في بناء الأجيال وجب التأكيد على دوره المحوري والأساسي في العملية التعليمية ومواكبة كافة التطورات للوصول بالطلاب إلى بر الأمان في الجانب التعليمي خصوصاً في الأزمات ومنها أزمة كورونا، وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم نقدم الشكر لكل معلم ومعلمة على ما يقدمونه من عطاء وبذل، فهم عنوان التميز وصناع التأثير».
صناعة الحاضر المجيد
قال المستشار التربوي محمد العلي: يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم لجهوده وعطائه وتنشئته للسواعد الفتية ولبنات البناء في الأوطان بل في العالم أجمع والذي يُنقب عن كنوز الماضي التليد ويخرجها ويوظفها في صناعة الحاضر المجيد لرسم المستقبل المشرق من خلال همته وعزمه ورسالته التي يحملها على عاتقه ليسهم في تشكيل رجال ورموز الأوطان حتى في أسوأ الظروف.
اليد الطولى في البذل والعطاء
أوضح المأذون الشرعي فريد العجرفي أنه لم يكن حدثاً عابرًا أو مناسبة عادية، بل يوما يتسابق له ذوو الهمم عرفانًا بمن لهم دائمًا اليد الطولى في البذل والعطاء؛ فهم ورثة الأنبياء، أوفياء مع دينهم في نقل العلم ثم لوطنهم في تقديم العمل على أتم وجه رغم الظروف، ثم لطلابهم، فهم أبناؤهم الذين يرون فيهم بذرةً يجب أن يُحسن سقايتها ورعايتها حتى تثمر فتعطينا أجمل ما يُبنى به الوطن، ومع هذه الجائحة لم تقل أهمية المعلم، بل ازدادت وأصبح لدى الجميع وعي كافٍ بما يقوم به؛ فلم يقم مقامه أحد ولن يقوم، هذا هو المعلم استنفار واستنهاض لفئات المجتمع وجهاته حتى تسير العملية التعليمية كما يجب، بينما شخص واحد كان يمثلهم جميعًا، فشكرًا لك أيها المعلم.
وقالت أخصائية المختبر وجدان العمودي: ليس هناك كلمات للشكر والعرفان توفي حق المعلم، ذلك الإنسان العظيم الذي أشرقت حضارات ومجتمعات وأمم من بين يديه، شكراً على جهودكم وعطائكم الذي استشعرناه في ظل جائحة كورونا، وخلال الجائحة كنت نعمة من النعم التي استُشعرت حقاً واعتدنا وجودها في التحدي لمواجهة الأزمات.
أكد ولي الأمر أحمد الخناشي: لن نوفي المعلم ولو جزءا بسيطا مما قدمه وجزاه الله خيرا وجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته، وتحية اجلال وتقدير للمعلمين لقد بذلتم كل ما تستطيعون لنرى أبناءنا خادمين للوطن مواكبين لكل جديد.
ولي أمر: جهود رغم الصعاب
عبرت ولي أمر إحدى الطالبات خلود الأعمى عن شكرها وتقديرها للمعلمين والمعلمات لما بذلوه من جهد ملحوظ في الأزمة التي يعيشها العالم، وعلى جهودهم في إيصال المعلومات للطلاب وبالرغم من الصعاب التي واجهتهم.
رسالة طالب: من أخذ بأيدينا للطريق الصحيح
وجه الطالب محمد الزهراني رسالة إلى المعلمين قال فيها: «معلمي الفاضل في هذا اليوم نحتفل بك فأنت من أخذ بأيدينا إلى الطريق الصحيح، وقفت صامدا وطورت وسعيت أن تكون في الموعد وظهر واضحا دورك الهام».
وقالت الطالبة جنان علي الإدريسي: شكرا لكل معلماتي لأنهن تعبن على تعليمي ولمحاولتهن تسهيل دراستي في ظل أزمة كورونا ولجميع ما بذلنه من جهد لتعليمنا عن بعد.