وبحسب التقرير فإن هذا اليوم المحتفى به دوليا لهذا العام يأتي في وقت حرج، حيث تتطلع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى السياحة لدفع الانتعاش، حيث يمثل القطاع رب عمل رئيسيًا وركيزة اقتصادية توفر الوظائف وفرصا جديدة خاصة للسكان المحرومين.
أجل هو كذلك، السياحة كقطاع تتحرك من نشاطه العديد من القطاعات والأنشطة، وكأنه يشكل مركزية، إنه مسؤول عن تحريك قطاع التجارة، والصيرفة والمصارف، والمواصلات، والعقارات، والاستثمارات، والصحة والصيدلة، والتأمين، والتسويق، والهيئات المدنية وكذلك الصناعة والمنتجات المحلية ويوفر عملا للعاطلين ويمكّن بعض الفئات للحصول على مصدر رزق.
ففي الوقت الذي بدأت السياحة تنجح نجاحا كبيرا كصناعة في العالم، وتحقق أرباحا كبيرة، ففي شهر ديسمبر الماضي أعلنت منظمة السياحة العالمية أن «نمو السياحة يفوق النمو الاقتصادي العالمي، مما يدل على إمكاناتها الهائلة في توفير فرص التنمية في جميع أنحاء العالم وكذلك تحديات الاستدامة» بعد أن وصل عدد السياح ووجهات السياحة في جميع أنحاء العالم 1.1 مليار سائح دولي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 (بزيادة 43 مليون مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018).
عادت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لتعلن في يوليو الماضي أن تفشي جائحة «كوفيد-19» تسبب بخسائر لقطاع السياحة العالمي تقدر بنحو 320 مليار دولار في الفترة من يناير إلى مايو الماضي، وأن هذه الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة بسبب كورونا، تعادل ثلاثة أضعاف خسائرها خلال الأزمة المالية التي شهدها العالم عام 2009.
بيد أن أكثر الخاسرين هم المتكسبون من حركة السياح والذين يحصلون على قوت يومهم، كالباعة المتجولين وأصحاب سيارات الأجرة، أولئك قد فقدوا مصدر دخلهم الوحيد.
بحسب تقرير هيئة السياحة العالمية، فإن أزمة السياحة لا يقتصر تهديدها على البشر، بل تمثل تهديدًا لمبادرات الحفاظ على الحياة البرية وحماية التراث الثقافي العالمي كذلك، وأدى الانخفاض المفاجئ في عائدات السياحة إلى قطع التمويل للحفاظ على التنوع البيولوجي. ومع تعرض سبل العيش للخطر في المناطق المحمية وحولها، من المتوقع أن ترتفع حالات الصيد الجائر والنهب. ومع إغلاق 90٪ من مواقع التراث العالمي نتيجة الوباء، فإن التراث الثقافي للبشرية معرض للخطر في جميع أنحاء العالم.
في هذا اليوم العالمي للسياحة، والذي تمثل جائحة «كوفيد-19» فرصة لإعادة التفكير في مستقبل قطاع السياحة، انصحهم بإعادة التفكير في استغلال التقنية وتطوير أدوات السياحة بما يتناسب مع المرحلة، وابتكار طرق وأدوات غير تقليدية. فلم يتم استغلال تقنية ثلاثية الأبعاد والعالم الافتراضي في الصناعة المحبوبة (السياحة)؟.
@hana_maki