لا أخفيكم سراً كنت أعتقد أن الطب الشعبي انتهى تماماً بشكل رسمي عالمياً، ولكن في زيارة سابقة لإحدى دول شرق آسيا بينما كنت أتجول في أحد أسواقها الشعبية دخلت إلى محل للعطارة وشاهدت الموظف يجمع أنواعا معينة من الأعشاب في كيس واحد ـ بعد قراءته لوصفة طبية ـ وسألت عن ذلك، فقالوا إنها وصفة من الطبيب الشعبي، فقلت متفاجئا: هل يوجد طبيب شعبي؟ فأخبروني أن هذا النوع من الطب موجود ومرخص ويتم صرف الأدوية من خلال خلط أعشاب معينة مع بعضها البعض وتعطى للمريض، ويتم الحصول على الأعشاب من محلات العطارة بكل سهولة، وتمتاز أدوية هذا النوع من الطب برخص أسعارها وتوافرها.
بدأت ألاحظ في الفترة الأخيرة توجها نحو الطب الشعبي والاهتمام به والبحث عن وصفاته لبعض العوارض، ويتداولها الناس عبر وسائل التواصل مما يشير إلى رغبة الناس بالعودة إلى هذه الطريقة في العلاج، ولذلك أقترح على وزارة الصحة الترخيص لهذا النوع من الطب، وهو ما يطلق عليه عالمياً بالطب البديل ويحظى بإقبال كبير من الجمهور، بل يدرس في بعض الجامعات العالمية، التي تمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص.
عدم الترخيص فتح المجال للدجالين ومدعي الخبرة في هذا المجال ومحلات العطارة ليمارسوا النصب والاحتيال على الناس، وأصبحنا نرى العمالة تقوم بتركيب الأعشاب وبيعها على أنها علاج لبعض الأمراض، ولا يمكن القضاء عليهم إلا بعودة أصحاب الخبرة.. فهل نطلق سراح الطب الشعبي؟.
almarshad_1@