وفي الوقت نفسه، لا تزال تركيا ترسل المرتزقة وتدعم بشكل علني أذربيجان بالحرب ضد أرمينيا وتقول المصادر الأرمينة إن عددهم بلغ نحو 4000 مقاتل.
تبادل الاتهامات
وتبادل الطرفان الاتهامات بمهاجمة مناطق مدنية في القتال الأكثر دموية في منطقة جنوب القوقاز منذ ما يزيد على ربع قرن.
وقتل مئات الأشخاص في الحرب الأحدث على ناجورنو قرة باغ، وهو جيب جبلي تابع لأذربيجان بموجب القانون الدولي لكن يسكنه ويحكمه منحدرون من أصل أرميني.
وأعلن إقليم ناجورنو قرة باغ أن القوات الأذربيجانية شنت ضربات صاروخية على عاصمته خانكندي، بينما قالت أذربيجان إن أرمينيا أطلقت صواريخ على عدة بلدات خارج الإقليم الانفصالي.
وقال فاهرام بوجوسيان المتحدث باسم زعيم الإقليم «العدو يطلق صواريخ على خانكندي وشوشي. لن يتأخر رد جيش الدفاع كثيرا».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان «معارك عنيفة مستمرة».
وقالت أذربيجان إن أرمينيا شنت هجمات صاروخية على مناطق مكتظة بالسكان وعلى البنية التحتية المدنية في أذربيجان. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن نظام الرادار الخاص بها سجل أن عمليات الإطلاق تمت من أراضي أرمينيا.
وقال آرتسرون هوفهانيسيان المسؤول بوزارة الدفاع الأرمينية «من الزيف والتضليل الكامل القول إن أرمينيا فتحت النار على مناطق أذربيجانية».
وهذه الاشتباكات هي الأسوأ منذ التسعينيات حين قتل نحو 30 ألفا، وتنتشر المعارك خارج إقليم ناجورنو قرة باغ. وأثارت الاشتباكات مخاوف دولية حول الاستقرار في جنوب القوقاز، حيث تنقل خطوط أنابيب النفط والغاز الأذربيجاني إلى الأسواق العالمية.
قلق روسي
أعربت روسيا عن قلقها بشأن ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين في منطقة ناجورنو - كاراباخ المتنازع عليها، بعد أن تعرضت أهداف مدنية في عاصمة المنطقة لهجمات صاروخية أطلقها جيش أذربيجان.
ودعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، في مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأرميني، زوهراب مناتساكانيان، مساء يوم الأحد، بحسب ما أعلنته الخارجية الروسية.
وكان أرايك هاروتيونيان، زعيم المنطقة التي يسيطر عليها انفصاليون أرمينيون مسيحيون، لكن معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة، قد أعلن عن هجوم على مدينة ستيباناكيرت على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
4000 مقاتل
وتقدم تركيا دعما عسكريا كبيرا للجانب الأذري، وذلك بالرغم من دعوة جهات دولية وإقليمية مثل روسيا والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن لوقف فوري لإطلاق النار، وقد تضاربت الأنباء حول أعداد المرتزقة السوريين، الذين وصلوا إلى نقاط المواجهات بين باكو وستيباناكيرت منذ هجوم الأولى على الأخيرة يوم 27 سبتمبر الماضي، فالاستخبارات الأرمينية تقول إن عددهم بلغ نحو 4000 مقاتل، بينما تتحدث وسائل الإعلام عن مئات وأحيانا الآلاف، والمؤكد الوحيد هو وصولهم بالفعل بأعداد كبيرة.
ضباط بعتادهم
ولم يقتصر الدعم التركي على المرتزقة فقط، فقد اشتمل دعمها أيضا على ضباط أتراك مع عتاد وسلاح متطور، أبرزه الطائرات المسيرة من دون طيار. وقد أكد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قبل أيام وجود نحو 150 شخصا من كبار المسؤولين في الجيش التركي، الذين يشرفون على الهجوم الأذربيجاني عن قرب واللافت أن هؤلاء المرتزقة سربوا بأنفسهم فيديوهات وصورا توثق وجودهم على الجبهات الأذربيجانية، كما سبق أن فعلوا الأمر ذاته في ليبيا.
ويذكر أن منطقة ناجورنو - كاراباخ تشهد بشكل مستمر مناوشات حدودية مع جارتها أذربيجان، التي ترفض استقلالها وتعتبرها جزءا محتلا من أراضيها، ومنذ العام 1994، تقع اشتباكات محدودة ومؤقتة رغم الهدنة، التي لا تزال قائمة بين الطرفين.