أسلحة هجومية
وفي مجال التسلح، أقام النظام الإيراني مصانع عسكرية لإنتاج أسلحة هجومية للتحريض على الحرب والعدوان والإرهاب. كما أنشأ وكالات وأجهزة محددة لشراء وبيع الأسلحة والمعدات العسكرية في المنطقة، وأرسل الأسلحة على نطاق واسع إلى دول المنطقة لتعزيز أهدافه العدوانية.
وكشفت الدراسة أن مسؤولي نظام الملالي منهم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني اعترفوا بخط تصدير الأسلحة، حيث قال روحاني: في ظل ظروف العقوبات نسمع أن صاروخًا انطلق من أراضينا، صانع هذا الصاروخ الحكومي هو وزارة الدفاع، والأسلحة الإستراتيجية التي صنعت في الحكومة الحادية عشرة تشكل 80% من مجموع الأسلحة التي صنعت في الحكومات السابقة.
وقال القائد العام لقوات الحرس حسين سلامي خلال مناورة لقوات الحرس في الخليج الفارسي في يوليو 2020: نحن على مستوى العمليات والتكتيكات طوال الهجوم.
وقال العميد أمير حيدري قائد القوات البرية للجيش: اليوم، أصبحت ألوية مشاة الجيش ألوية هجومية متحركة.
تصنيع الصواريخ
يُذكر أنه بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، بنى نظام الملالي جزءًا من عقيدته العسكرية على صناعة أنواع مختلفة من الصواريخ، وبالإضافة إلى الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، فقد ركّز النظام على بناء مجموعة متنوعة من الصواريخ للأنشطة الإرهابية والترويجية للحرب، بما في ذلك صواريخ كروز أو الصواريخ الدقيقة.
وتحقيقًا لهذه الغاية، أنشأ النظام منظمة الجيوفضاء في وزارة الدفاع وخصص مجموعة من المصانع لصناعة أجزاء مختلفة من الصاروخ.
وأوضح الكشف الذي أعلنت المقاومة الإيرانية في مؤتمر صحفي في 20 يونيو 2017 في واشنطن العاصمة، عن تفاصيل 42 مركزًا لتصنيع الصواريخ وإطلاق الصواريخ.
النظام الصاروخي
خصّصت قوات الحرس جزءًا من مصانع صواريخها لإنتاج صواريخ كروز. وتختص مجموعة صناعات كروز، المعروفة باسم صناعات ثامن الأئمة، وهي تابعة لمنظمة الصناعات الجيوفضائية في وزارة الدفاع، بإنتاج صواريخ كروز. وتشمل المجموعات الفرعية لهذه المجموعة مجموعة صناعات فصيحي، ومجموعة صناعات مسلمي، ومجموعة صناعات رحيمي. وهذه المجموعة لديها معهد أبحاث لإنتاج صواريخ كروز.
وتم إنتاج صواريخ كروز المستخدمة في الهجوم على المصافي والمنشآت النفطية السعودية في نفس مجمع مجموعة صناعات صواريخ كروز. كما أن صواريخ «قدس 1» المقدمة للحوثيين في اليمن مماثلة لتلك التي صنعها نظام الملالي. وأرسل النظام عددًا من خبراء الصواريخ إلى كوريا الشمالية لكسب خبرات صناعة صواريخ كروز.
على سبيل المثال، في عام 2009، تم إرسال مجموعة مكونة من 20 شخصًا من هؤلاء المتخصصين إلى كوريا. ويعمل الفريق على تلقي خبرات صناعة صاروخ كروز البحري رعد. وكان رئيس هذه المجموعة حسين بورفرزانه، وهو خبير في تصنيع المحركات التوربينية، وهو حاليًا مدير «صناعات العلوم والتكنولوجيا الرئاسية» في مجال تصنيع المحركات التوربينية.
صناعة جيروسكوب
وكرّس نظام الملالي جهوده لصناعة جيروسكوب صاروخي وجعل الصاروخ أكثر دقة في إصابته. كما تخصص مجموعة الأدوات الدقيقة التابعة لمنظمة الجيوفضاء والتي تسمى مجموعة فجر معظم وقتها لبناء أجزاء التوجيه والأجزاء الإلكترونية للصواريخ، بما في ذلك جيروسكوب الصواريخ المختلفة في هذه المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل مجموعة همت للصناعات، والمعروفة أيضًا باسم كود 6000، على بناء القسم الإلكتروني وتوجيه الصواريخ الباليستية.
وفي تقرير عن صواريخ النظام، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريش إن صواريخ كروز والطائرات المسيّرة التي هاجمت مصفاة أرامكو تحتوي على جيروسكوبات مماثلة.
وقال مركز أبحاث عسكري إن «البحث العلمي يظهر أن هذه الصواريخ الإيرانية تحتوي على نوع معيّن من الجيروسكوب عثر عليه في بقايا الصاروخ بعد الهجوم على المملكة. وتم العثور على نفس النوع من الجيروسكوب أثناء عمليات الاعتراض البحري في بحر عمان وخليج عدن. والجيروسكوبات التي تمنح الصواريخ قدرات فريدة تحمل علامة المصنع لبرنامج الصواريخ الإيراني.
إنتاج القنابل
القنابل المزروعة على جوانب الطرق هي أحد الأسلحة التي تستخدمها قوات الحرس في الضربات العسكرية في دول المنطقة، بما في ذلك العراق وأفغانستان وسوريا واليمن. وفي إحدى هجماتها بالعراق، هاجمت قوات الحرس حافلة تقل عمالًا من معسكر أشرف، ما أدى إلى مقتل العديد منهم.
وآخر مثال كان الهجوم على قوات التحالف في منطقة الناصرية في العراق في 13 أغسطس 2020. وكشفت المقاومة الإيرانية عن موقع تصنيع هذه القنابل عام 2006.
وجاء في كشف المقاومة الإيرانية: في منتصف عام 2006، تمكنا ولأول مرة، اعتمادًا على مصادر داخل إيران، من الحصول على معلومات محددة عن موقع تصنيع القنابل الموجهة EFP في مجموعة تصنيع الذخيرة التابعة لمنظمة الصناعات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، في مجموعة صناعات ستاري. واتضح أن إنتاج هذا النوع من القنابل يعتمد على طلبات سرية من فيلق القدس التابع لقوات الحرس.
وبعد استلام شحنات هذه القنابل، يقوم فيلق القدس بنقل هذه القنابل إلى العراق وأفغانستان عبر عملائه العراقيين وتوزيعها على الجماعات الإرهابية.
وتُظهر آخر المعلومات الواردة من داخل النظام أن صناعة الذخيرة قد تم نقلها إلى موقع بارتشين، وأن هذه المصانع التي تقع في مشروع بارشين 5 تواصل صنع القنابل التي توضع على جوانب الطريق.
إنتاج الطائرات
أنشأت قوات الحرس هيئة في منظمة الجيوفضاء لتنظيم القوة الجوية ومن أجل توسيع عملية صناعة الطائرات بدون طيار والطائرات المسيّرة. وإحدى المجموعات الفرعية لهذا القسم هي مطار سبهر وشركة برآفر، ومنذ عام 1995 أقامت قوات الحرس مطارًا ومجمعًا صناعيًا عسكريًا بجوار جامعة الإمام الحسين.
اسم هذا المطار هو سبهر، الذي يقع في غرب جامعة الإمام الحسين للضباط، ومطار سبهر والمجمع المذكور تحت إشراف شركة «برآفر بارس» التابعة لوحدة أبحاث الطيران بجامعة الإمام حسين التابعة لقوات الحرس.
ويتمثل عمل هذه المجموعة في استنساخ وتصنيع طائرات مسيرة وطائرات خفيفة الوزن وصنع طائرات بدون طيار، وتركيب كاميرات ومعدات أخرى على الطائرات بدون طيار وطائرات أوتوجايرو.
والاستخدام التعليمي لهذا المطار في يد قيادة قوات الباسيج التابعة لقوات الحرس والمسماة بوحدة صابرين، والعديد من عناصر قوات الحرس الذين أنهوا تدريبهم في هذا المطار تم إرسالهم إلى سوريا وقتلوا هناك.
الزوارق السريعة
طوّرت البحرية التابعة لقوات الحرس الثوري، وهي قوة ضعيفة من وجهة نظر عسكرية، مجموعة متنوعة من الأسلحة البحرية للحرب غير المتكافئة. ومن بين أمور أخرى، تحوّلت إلى بناء قوارب عالية السرعة، فضلًا عن إنتاج ألغام بحرية وغواصات بدون ربان وقوارب يتم التحكم فيها عن بُعد.
وبالإضافة إلى تهديد الأمن البحري في الخليج، قدّمت قوات الحرس أسلحة ومعدات بحرية للحوثيين في اليمن، مما يهدد أيضًا الأمن البحري للبحر الأحمر.
ويقع أحد مراكز إنتاج الأسلحة البحرية في قوات الحرس بالقرب من مدينة بندر عباس.
ومؤخرًا قال مسؤولون أمريكيون إن لدى الولايات المتحدة دليلًا على أن إيران تقوم بتخزين اليورانيوم المخصب، المكوّن الرئيسي لصنع سلاح نووي وأن إيران الآن على بُعد أشهر من امتلاك التكنولوجيا والمواد اللازمة لصنع سلاح نووي، كما أن لديها الوقود اللازم لصنع قنبلتين منفصلتين، ويتجاوز مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 10 أضعاف الحد المنصوص عليه في «الاتفاق النووي» المبرم عام 2015.
لا يزال النظام الإيراني يشكل خطرا على العالم؛ إذ يواصل تهديد الأمن والسلم الدوليين بالاستمرار في تصنيع القنابل وأسلحة الدمار الشامل النووية، فضلا عن إنتاج الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية وتهريبها إلى الميليشيات المسلحة الموالية له والمتمثلة في ميليشيا «حزب الله» في لبنان و«الحوثي» في اليمن و«الحشد الشعبي» في العراق والأذرع الإرهابية التابعة له في دول أخرى، وهو ما كان يتطلب الاستمرار في تمديد الحظر على إرسال الأسلحة التقليدية إلى طهران، والذي أنقضت مهلته في أكتوبر الجاري..
«اليوم» تنفرد بنشر دراسة عسكرية عبر ثلاث حلقات تكشف أسرار التسليح النووي الإيراني.