منذ أشرق فجر مواقع التواصل الاجتماعي على النفس البشرية عمت حالة عامة مستترة ومخفية من عدم الرضا والاكتئاب وأصبح الأمر مطردا مع تنوع وازدياد تلك المواقع وما تجود به من تفاصيل يعيشها مشاهير تلك المواقع. كثيرا ما جادت المجالس والنوادي بتلك النقاشات التي طالما أبدت الخوف على الجيل القادم من أبنائنا وبناتنا والذين ولدوا في خضم هذه الحرب الاستهلاكية الأخلاقية الشرسة، التي لا تبقي ولا تذر.
نتحدث هنا وهناك وكأننا معصومون من تبعات وآثار تلك المواقع في توهم بأننا راشدون أو على أقل تقدير مدركون للخطر فلا مانع من الخوض في أمواج تلك المقاطع والصور بالساعات ليل نهار من باب الفضول، فقد أصبح من المحرج هذه الأيام أن تكون غير ملم بـ (ترند) تويتر أو بآخر أخبار زيجات وطلاقات سناب شات، وعروض الإنستجرام وتحديات تيك توك ! حتى تبدأ تدريجيا حالة التنويم المغناطيسي وتبدأ خلايا العقل بالخدر وشغاف القلب بالتنميل، وتصبح عملية الإدراك والتمييز ضبابية فلم تعد كثير من التصرفات والمشاهدات عيبا أو خارجة عن المألوف فقد اعتادت الأعين وتبلدت المشاعر.
لنقف على أشد تلك الأضرار والتي لا ترى بالعين المجردة وهي فقد متعة أبسط الأمور اليومية التي كانت يوما ما مصدرا لسعادتنا، فلم تعد سعيدا بساعة يدك الجديدة ولا هي سعيدة بحقيبة يدها الثمينة ولا الابن راض عن سيارته والأسرة كلها ليست راضية عن منزلها ولا عن الطعام المقدم لها دون تبرير منطقي !!
أنت لست آلة فكل ما تشاهد أو تتابع يتغلغل إلى مواطن بعيدة في داخلك يسلبك حياتك قبل سعادتك ورضاك قبل فرحك وقناعتك قبل تطلعاتك. في زمننا هذا أصبح الصوم عن مواقع التواصل مطلب أساس وضرورة ملحة لنعيش حياة صحية هانئة رضية، وأخيرا تذكر عند تصفحك لتلك المواقع بأنك إن لم تحب ما يملكون فإنك ستكره ما تملك !!
@A_SINKY