منذ بداية جائحة كورونا المستجد (كوفيد ١٩)، هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث، التي طالت آثارها دورة الحياة الطبيعية حول العالم وبالتأكيد كانت العملية التعليمية أحد أبرز الجوانب تأثرا من هذه الجائحة، ولكن قيادة المملكة العربية السعودية وعبر جهودها وحسن تدبيرها وتضحياتها اللامحدودة في سبيل حفظ النفس البشرية وهو الأولوية في جهود التصدي لانتشار الفيروس، نجحت أيضا في ضمان استمرار دورة الحياة الطبيعية بشكل عام والتعليمية على وجه الخصوص عبر الإمكانات التقنية وعملية التعليم عن بعد وهي أحد أبعاد خطط واستراتيجيات رؤيتها واستشرافها لكافة تحديات المستقبل.
صدور الأمر السامي الكريم باستمرار العملية التعليمية عن بُعد لما تبقى من أسابيع الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي 1442هـ في التعليم العام، والتعليم الجامعي، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وفق الضوابط والتعليمات المطبقة حالياً هو دليل آخرعلى حرص القيادة الرشيدة على سلامة أبنائها وبناتها من الطلاب والطالبات، وأعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية والتدريبية في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، وحمايتهم من مخاطر تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا، بعد تقييم وضع الدراسة عن بُعد خلال الأسابيع الماضية، من خلال اللجنتين المشكلتين في التعليم العام والتعليم الجامعي بقرار من وزير التعليم، وما انتهت إليه من توصيات تثبت كفاءة منصات التعليم عن بُعد.
وحين نمعن في تأكيد وزارة التعليم، أن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وحرصهما على استمرار الرحلة التعليمية لأبنائهما وبناتهما من الطلاب والطالبات في ظل جائحة كورونا، كان له الأثر الكبير في النجاح الذي تحقق في التعليم عن بُعد، إلى جانب مستوى التكامل والتنسيق مع الجهات المعنية لتحقيق مصلحة الوطن وأبنائه، كذلك دعم الأسرة والمجتمع للتعليم عن بُعد، حيث تضافرت كافة الجهود لقصة النجاح التي تحققت للتعليم عن بُعد في المملكة.
فهذه المعطيات تمثل أحد أطر ما بذلته القيادة الحكيمة إجمالا وكان له الفضل في استمرار العملية التعليمية والحركة الاقتصادية وقوة وقدرة الإمكانات الصحية في مشهد يشيد به العالم ويسجله التاريخ بأحرف من ذهب لدولة تفوق قدرتها كل التحديات مهما كانت الظروف واختلفت الأزمنة.