في قراراتها المعتادة تطلق وزارة الموارد البشرية بين حين وآخر مجموعة من البرامج والمبادرات لتوطين السعوديين والسعوديات، وتُعلن على الملأ أنها ستُوطن المحلات التجارية والمولات، وتُعلن أن هذه التنظيمات ستُغطي أكثر من عشرين أو ثلاثين ألف وظيفة، وأننا سنجني منها الأرباح ولن يكون لدينا «بطالة» وكان آخرها بالأمس (توطين البقالات) وإعلانها بتوفير أكثر من 17 ألف وظيفة!!
نحنُ مع «السعودة» ومع «التوطين» ومع «التوظيف» وتوفير الوظائف وأن أبناء وبنات البلد أحق من الأجنبي في أمور كثيرة، ونحنُ نعترف، وأنتم كذلك، كمسؤولين، أن الأجنبي قد استولى على مراكز القوة و«الوظائف القيادية» في القطاع الخاص منذُ القدم وأن خططنا «للسعودة» و«التوطين» فشلت، وأن ما تقومون به الآن محاولة لرأب الصدع، وتقليل نسبة البطالة، وتضييق الفجوة، ولكن هل أنتم جادون في تطبيق هذه القرارات، وأين القرارات السابقة (توطين محلات الخضار وتوطين محلات الذهب وتوطين محلات الاتصالات.. وغيرها) وهل أثبتت مفعولها؟ وهل كان التطبيق مُجديا وفعليا ومنطقيا أم أنه شكلي!!؟
نرى كثيرا من المحلات تضع السعودي شكلاً فقط «واجهة للمحل» أمّا البيع والشراء والملكية والآمر الناهي فهو الأجنبي و«كأنك يا أبا زيد ما غزيت»!
«البطالة» في ارتفاع.. و«توظيف النساء» في تضارب كونهن لم يأخذن الجُرعات التدريبية الكافية.. وهُناك موجة من الانتقادات من البعض بربط ارتفاع نسب «الطلاق» بتوظيف المرأة! وهذه من الأمور التي يجب ويفترض على الجميع تغييرها وزرع ثقافة احترام المرأة، وأنه جزء من حقوقها وأن في توظيفها وعملها رافدا للأسرة ومعونة للزوج في تكاليف الحياة، وأن من حقها أن تدرس وتتعلّم وتعمل وتحقق أهدافها وطموحاتها.
ثقافة الوعي و«ثقافة العمل» لا تزال قاصرة في مُجتمعنا.. أتمنى من التعليم والإعلام والوزارات المعنية بث رسائل توعوية ويكون هنُاك برامج مكثفة ذات محتوى احترافي لغرس ثقافة «حب العمل» وأن ننزع من بعض العقول مقولات لا «تتزوج موظفة» وأن عمل المرأة عيب!!
salehAlmusallm@