وأضاف الحريري،: لكنني لا أهدد وأتوعد كما يفعل الآخرون، بعض المنتقدين والمزايدين يريدونني أن أهدد وأنا لن أفعل ذلك، أنا ابن رفيق الحريري المعتدل.
وتابع: لا أريد لبن العصفور من الرئيس نبيه بري، أريد فقط إعادة إعمار بيروت ووقف الانهيار، اتفقنا في قصر الصنوبر أن تتنحّى الأحزاب السياسية عن هذه الحكومة وألا يتدخلوا في تسمية الوزراء ويفسحوا المجال للحكومة الجديدة بأن تنجز وتعيد إعمار بيروت.
حكومة إصلاح
وفي مقابلة مع شبكة «إم تي في» اللبنانية التليفزيونية قال الحريري: بالقطع أنا مرشح لرئاسة الوزراء ومستعد لإجراء جولة مشاورات هذا الأسبوع لنرى إلى أي مدى ستنضم الأحزاب إلى وثيقة صندوق النقد، إلى الإصلاح وحكومة من المتخصصين، وإذا اتفق الجميع، فلن أغلق الباب.
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني السابق: اتهمت بأنني أشكل حكومة د. مصطفى أديب، ولكن وظيفتي كانت فقط تحذير أديب بعدم تسمية أشخاص تستفز أي فريق سياسي.
وأشار الحريري إلى أن الحكومة الجديدة تهدف إلى وقف الانهيار الاقتصادي في لبنان بعد الانفجار الهائل في ميناء بيروت.
وكشف أنه التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارة الأخير للبنان حيث اتفقا على تشكيل حكومة هدفها وقف الانهيار وإعادة بناء بيروت.
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهّد من جميع الأطراف السياسيين في لبنان بدعم تشكيل حكومة سريعًا في إطار خريطة طريق، لإخراج لبنان من الأزمة لكن الجهود باءت بالفشل.
وأشار الحريري إلى أن المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وأن حزب الله وأمل عطلاها رغم أنها كانت من شأنها وقف الانهيار. متسائلا: حتى الآن لا أفهم لماذا أوقفاها.. وربما اعتبرا أن هذه لحظة لجعل الآخرين يرضخون.
كانت مديرة صندوق النقد كريستالينا جورجييفا اشترطت عقب انفجار بيروت في الرابع من أغسطس الماضي لتسليم مساعدات بمليار دولار إلى لبنان أن تلتزم السلطات بسلسلة من الإصلاحات المالية.
ويشهد لبنان فراغا حكوميا بعد اعتذار مصطفى أديب المرشح السابق لرئاسة الحكومة عن تشكيلها، ما أدى إلى تدهور الأوضاع السياسية اللبنانية أكثر.
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون دعا في وقت سابق الكتل النيابية إلى استشارات نيابية لتسمية رئيس وزراء جديد في 15 الشهر الجاري.
وكانت حكومة الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي، بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة بإصلاح طبقة سياسية متهمة بالفساد وعدم الكفاءة.
كما استقالت الحكومة التي أعقبتها وترأسها حسان دياب، بعد الانفجار الضخم في بيروت.
العلاقة بالمملكة
وتطرق رئيس الحكومة اللبنانية السابق للتدخلات الخارجية في لبنان قائلًا: لا نريد مشاريع خارجية تفرّط بهذا البلد وهذا تاريخ الطائفة السنية، والحاضن الوحيد لجميع الطوائف في لبنان هي الدولة ومؤسساتها. وأضاف: علاقتي بالمملكة العربية السعودية لا يهزّها أحد، وسمير جعجع عمل مصلحته وجبران باسيل يتحمّل مسؤولية إفشال العهد.
ووجّه الحريري، رسائل عدة أهمها لميليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران، معتبرًا تدخله في سوريا بمثابة «البلاء» للبنان.
وقال: في البلد هناك 3 مشاريع، مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولًا مشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد إلى ما نحن عليه. وأضاف: التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني الشيعي.
وتابع: البعض يقول عن سعد الحريري ضعيف وقلبه طيب ويضحي، هل شاهدوا ما حصل في سوريا، ٨٥٪ من السوريين من الطائفة السنية، أين هم الآن.. الأكيد أنني لن أكون السبب بأن يعاني اللبنانيون ما عاناه الشعب السوري.
ويرى رئيس الوزراء اللبناني السابق أن «حزب الله» يعرف أنه سبب المشكلة في لبنان والشعب اللبناني غير مسؤول عن العقوبات التي تفرض عليه، إذا أراد مصلحة اللبنانيين فعليه القيام بالتضحيات، وأردف قائلًا: هناك فرقاء داخل البلد لم يتركوا لنا صديقا خليجيا وصديقا عربيا ينظر إلى اللبنانيين في هذه المحنة التي يمرّ فيها، وتدخل حزب الله في سوريا والعراق واليمن أتى بالبلاء على لبنان.
حرب أهلية
وحذر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري من خطر اندلاع حرب أهلية في لبنان حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية.
وأعرب الحريري عن خشيته من انهيار الدولة جراء ما يحصل من تسليح وعراضات عسكرية في معظم شوارع بيروت، مشيرًا إلى المظاهر المسلحة في منطقة بعلبك الهرمل.
وأعرب سعد الحريري عن اعتقاده بأن السبب الأساسي وراء انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة قرابة 200 شخص وأصاب وشرد الآلاف من اللبنانيين، هو الإهمال. وقال إنه لو كان لديه علم بوجود المواد الخطيرة التي سببت انفجار المرفأ في 4 أغسطس: «لخربت الدنيا».
وقالت السلطات اللبنانية: إن انفجار المرفأ نتج عن تخزين أطنان من مادة نيترات الأمونيوم بظروف سيئة لمدة نحو 6 أعوام، حيث شغل الحريري رئاسة الحكومة في هذه الفترة من ديسمبر 2016 حتى يناير 2019، ثم من يناير 2019 حتى أكتوبر 2019 حين استقال على خلفية احتجاجات شعبية نددت بالفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.
تدخل «حزب الله» في سوريا «بلاء» للبنان.. وأحذر من حرب أهلية
مستعد لمشاورات تشكيل الحكومة ومناقشة الأحزاب في وثيقة صندوق النقد